فيقولون تفرّقوا أيدي سبأ وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ وفرّقناهم غاية التفريق حتّى لحق غسّان منهم بالشام وأنمار بيثرب وجذام بتهامة والأزد بعمّان إِنَّ فِي ذلِكَ فيما ذكر لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ عن المعاصي شَكُورٍ على النعم.
في الكافي عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل عن هذه الآية فقال هؤلاء قوم كانت لهم قرىً متّصلة ينظر بعضهم إلى بعض وأنهار جارية واموال ظاهرة فكفروا نعم الله عزّ وجلّ وغيّروا ما بأنفسهم من عافية الله فغيّر الله ما بهم من نعمة وإِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ فأرسل الله عليهم سَيْلَ الْعَرِمِ فغرق قراهم وخرب ديارهم وذهب بأموالهم وابدالهم مكان جنّتيهم جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ.
وفي الاحتجاج عن الباقر عليه السلام في حديث الحسن البصري في هذه الآية قال عليه السلام : بل فينا ضرب الله الأمثال في القرآن فنحن القرى الّتي بارك الله فيها وذلك قول الله عزّ وجلّ فيمن أقرّ بفضلنا حيث أمرهم ان يأتونا فقال وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها أي جعلنا بينهم وبين شيعتهم الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً والقرى الظاهرة الرسل والنقلة عنّا الى شيعتنا وفقهاء شيعتنا وقوله سبحانه وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ والسير مثل للعلم سير به فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً مثل لما يسير من العلم في اللّيالي والأيّام عنّا إليهم في الحلال والحرام والفرائض والأحكام آمِنِينَ فيها إذاً أخذوا عن معدنها الذي أمروا ان يأخذوا منه آمِنِينَ من الشكَ والضلال والنقلة من الحرام إلى الحلال.
وعن السجّاد عليه السلام : انّما عني بالقرى الرّجال ثمّ تلا آيات في هذا المعنى من القرآن قيل فمن هم قال نحن هم قال أولم تسمع إلى قوله سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ قال آمنين من الزّيغ.
وفي الإكمال عن القائم عليه السلام في هذه الآية قال : نحن والله الْقُرَى الَّتِي بارك الله فيها وأنتم القرى الظاهرة.
وفي العلل عن الصادق عليه السلام في حديث أبي حنيفة الذي سبق صدره في