آخر المقدّمة الثانية سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ قال : مع قائمنا أهل البيت عليهم السلام.
(٢٠) وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ (١) إِبْلِيسُ ظَنَّهُ صدق في ظنّه وهو قوله لَأُضِلَّنَّهُمْ ولَأُغْوِيَنَّهُمْ* وقرئ بالتشديد اي حقّقه فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ.
(٢١) وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ تسلّط واستيلاء بوسوسة واستغواء إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍ ليتميّز المؤمن من الشاكّ أراد بحصول العلم حصول متعلّقه وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ.
في الكافي عن الباقر عليه السلام قال : كان تأويل هذه الآية لمّا قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله والظنّ من إبليس حين قالوا لرسول الله صلّى الله عليه وآله انّه ينطق عن الهوى فظنّ بهم إبليس ظنّاً فصدّقوا ظنّه.
والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : لمّا أمر الله نبيّه صلّى الله عليه وآله ان ينصب أمير المؤمنين عليه السلام للنّاس في قوله يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ في عليّ بغدير خم فقال من كنت مولاه فعليّ مولاه فجاءت الأبالسة الى إبليس الأكبر وحثوا التراب على رؤوسهم فقال لهم إبليس ما لكم قالوا إنّ هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلّها شيء إلى يوم القيامة فقال لهم إبليس كلّا انّ الذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني فأنزل الله عزّ وجلّ على رسوله وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ الآية.
(٢٢) قُلِ للمشركين ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ آلهة مِنْ دُونِ اللهِ فيما يهمّكم من جلب نفع أو دفع ضرّ لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ من خير أو شرّ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ في أمرهما وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ من شركة لا خلقاً ولا ملكاً وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ يعينه على تدبير أمرهما.
(٢٣) وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ ولا تنفعهم شفاعة أيضاً كما يزعمون إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ
__________________
(١) الضمير في عَلَيْهِمْ يعود إلى أهل سبأ وقيل إلى الناس كلّهم إلّا من أطاع الله.