علينا رأينا إِذْ تَأْمُرُونَنا أَنْ نَكْفُرَ بِاللهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْداداً وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وأضمر الفريقان الندامة على الضلالة والإضلال وأخفاها كلّ عن صاحبه مخافة التعيير.
القمّيّ قال : يسرّون النَّدامَةَ في النار إذا رأوا وليّ الله فقيل يا ابن رسول الله وما يغنيهم إسرارهم الندامة وهم في العذاب قال يكرهون شماتة الأعداء وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا أي في أعناقهم فجاء بالظاهر تنويها بذمّهم وإشعاراً بموجب اغلالهم هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ أي لا يفعل بهم ما يفعل الّا جزاء على أعمالهم.
(٣٤) وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ تسلية لرسول الله ممّا مني به من قومه وتخصيص المتنعمين بالتكذيب لأنّ الداعي المعظم الى التكبّر والمفاخرة بزخارف الدّنيا والانهماك في الشهوات والاستهانة بمن لم يحظ منها ولذلك ضمّ المفاخرة والتهكّم الى التكذيب.
(٣٥) وَقالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالاً وَأَوْلاداً فنحن أولى بما تدعونه ان أمكن وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ امّا لأنّ العذاب لا يكون أو لأنّه أكرمنا بذلك فلا يهيننا بالعذاب.
(٣٦) قُلْ ردّاً لحسبانهم إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ يوسّع لمن يشاء ويضيق على من يشاء وليس ذلك لكرامة وهو أن وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ انّ ذلك كذلك في نهج البلاغة : وامّا الأغنياء من مترفة الأمم فتعصّبوا لآثار مواقع النعم وَقالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالاً وَأَوْلاداً وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ فان كان لا بدّ من العصبيّة فليكن تعصّبكم لمكارم الخصال ومحامد الأفعال ومحاسن الأمور الّتي تفاضلت فيها المجد والنّجد من بيوتات العرب ويعاسيب القبائل بالأخلاق الرّغيبة والأحلام العظيمة والاخطار الجليلة والآثار المحمودة.
(٣٧) وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى قربة إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً بإنفاق ماله في سبيل الله وتعليم ولده الخير والصلاح فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ من المكاره وقرئ بالتوحيد.