وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام : من قال لا اله إلّا الله مخلصاً طمست ذنوبه كما يطمس الحرف الأسود من الرّق الأبيض فإذا قال ثانية لا إله إلّا الله مخلصاً خرقت أبواب السماء وصفوف الملائكة حتّى تقول الملائكة بعضها لبعض اخشعوا لعظمة أمر الله فإذا قال ثالثة مخلصاً لا إله إلّا الله لم تنته دون العرش فيقول الجليل اسكتي فو عزّتي وجلالي لأغفرنّ لقائلك بما كان فيه ثمّ تلا هذه الآية إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ يعني إذا كان عمله خالصاً ارتفع قوله وكلامه وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ المكرات السيّئات قيل يعني مكرات قريش للنبيّ صلّى الله عليه وآله في دار النّدوة وتدارئهم (١) الرّأي في احدى ثلاث حبسه وقتله واجلائه.
أقولُ : ويشمل مكرات أصحاب السّقيفة في ردّ وصيّة النبيّ صلّى الله عليه وآله للوصيّ وغير ذلك لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ لا يؤبه دونه ما يمكرون به وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ يفسد ولا ينفذ وفي العاقبة يحيق بهم.
(١١) وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً ذكراناً وأناثاً وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ الّا معلومة له وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ القمّيّ يعني يكتب في كتاب قال وهو ردّ على من ينكر البداء.
وفي الجوامع قيل معناه لا يطول عمر وَلا يُنْقَصُ إِلَّا فِي كِتابٍ وهو ان يكتب في اللّوح لو أطاع الله فلان بقي إلى وقت كذا وإذا عصى نقص من عمره الّذي وُقِّت له وإليه أشار رسول الله صلّى الله عليه وآله : انّ الصّدقة وصلة الرّحم تعمران الدّيار وتزيدان في الأعمار.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام : ما نعلم شيئاً يزيد في العمر الّا صلة الرّحم حتّى انّ الرجل يكون اجله ثلاث سنين فيكون وصولاً للرّحم فيزيد الله عزّ وجلّ في عمره ثلاثين سنة فيجعلها ثلاثاً وثلاثين سنة ويكون أجله ثلاثاً وثلاثين سنة فيكون قاطعاً للرحم فينقصه الله ثلاثين سنة في عمره ويجعل اجله الى ثلاث سنين والاخبار في هذا
__________________
(١) يتدارءون الحديث أي يتدافعونه فكلّ منهم يدفع قول صاحبه بما ينفعه من القول.