القمر والأرض قبل السماء.
وزاد في الكافي : وخلق النّور قبل الظلمة.
(٤١) وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ المملو أي فلك نوح عليه السلام كما في قوله ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وحمل الله ذرّيتهم فيها حمله آبائهم الأقدمين وفي أصلابهم ذرّياتهم وتخصيص الذرّية لأنّه ابلغ في الامتنان وادخل في التعجّب مع الإيجاز.
في الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث : انّه سئل فما التّسعون فقال الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ اتّخذ نوح فيه تسعين بيتاً للبهائم وقيل ذُرِّيَّتَهُمْ أولادهم الّذين يبعثونهم الى تجاراتهم أو صبيانهم ونسائهم الذين يستصحبونهم فانّ الذرّية تقع عليهنّ لأنّهنّ مزارعها وتخصيصهم لأنّ استقرارهم فيها اشقّ وتماسكهم فيها اعجب.
والقمّيّ قال السفن الممتلية وكأنّه ناظر الى المعنى الأخير لتعميمه الفلك.
(٤٢) وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ من مثل الفلك ما يَرْكَبُونَ من الأنعام والدوابّ ولا سيما الإبل فإنها سفائن البر أو من السفن والزوارق.
(٤٣) وَإِنْ نَشَأْ (١) نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ فلا مغيث لهم يحرسهم من الغرق وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ ينجون به من الموت.
(٤٤) إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً الّا لرحمة وليتمتّع بالحياة إِلى حِينٍ زمان قدّر لآجالهم.
(٤٥) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ في المجمع عن الصادق عليه السلام : معناه اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ من الذنوب وَما خَلْفَكُمْ من العقوبة لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ لتكونوا راجين رحمة الله وجواب إذا محذوف دلّ عليه ما بعده كأنّه قيل اعرضوا.
(٤٦) وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ لأنّهم اعتادوه وتمرنوا عليه.
(٤٧) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ على محاويجكم قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا
__________________
(١) أي وَإِنْ نَشَأْ إذا حملناهم في السفن نُغْرِقْهُمْ بتهييج الرياح والأمواج.