لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ امّا تهكّم به من إقرارهم بالله وتعليقهم الأمور بمشيئة الله وامّا إيهام بأنّ الله لمّا كان قادراً على أن يطعمهم فلم يطعمهم فنحن أحقّ بذلك وهذا من فرط جهالتهم فانّ الله يطعم بأسباب منها حثّ الأغنياء على اطعام الفقراء وتوفيقهم له إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ.
(٤٨) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ يعنون وعد البعث.
(٤٩) ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً هي النّفخة الأولى تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ يعني يتخاصمون في متاجرهم ومعاملاتهم لا يخطر ببالهم أمرها كقوله جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً.
(٥٠) فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ.
القمّيّ قال ذلك في آخر الزمان يصاح فيهم صيحة وهم في أسواقهم يتخاصمون فيموتون كلّهم في مكانهم لا يرجع أحد الى منزله ولا يوصي بوصيّة.
وفي المجمع في الحديث : تقوم الساعة والرجلان قد نشرا ثوبهما يتبايعان فما يطويانه حتّى تقوم الساعة والرّجل يرفع أكلته الى فيه فما تصل الى فيه حتّى تقوم والرجل يليط حوضه ليسقي ماشيته فما يسقيها حتّى تقوم.
(٥١) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ أي مرّة ثانية كما يأتي في سورة الزمر فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ من القبور إِلى رَبِّهِمْ (١) يَنْسِلُونَ يسرعون.
(٥٢) قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا.
في الجوامع عن عليّ عليه السلام : انّه قرئ من بعثنا على من الجارّة والمصدر هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ.
القمّيّ عن الباقر عليه السلام قال : فانّ القوم كانوا في القبور فلمّا قاموا حسبوا انّهم كانوا نياماً قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا قالت الملائكة هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ.
__________________
(١) أي إلى الموضع الذي يحكم الله فيه ولا حكم فيه لغيره هناك.