وزاد القمّيّ : ونزل الكبش على الجبل الذي عن يمين مسجد منى نزل من السماء وكان يأكل في سواد ويمشي في سواد اقرن قيل ما كان لونه قال كان أملح أغبر.
وفي العيون عن الرضا عليه السلام قال : لمّا أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام ان يذبح مكان ابنه إسماعيل عليه السلام الكبش الذي أنزل عليه تمنّى إبراهيم عليه السلام أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل عليه السلام بيده وانّه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعزّ ولده بيده فيستحقّ بذلك ارفع درجات أهل الثواب على المصائب فأوحى الله عزّ وجلّ إليه يا إبراهيم من احبّ خلقي إليك قال يا ربّ ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ من حبيبك محمّد صلّى الله عليه وآله فأوحى الله عزّ وجلّ إليه يا إبراهيم هو أحبّ إليك أو نفسك قال بل هو أحبّ إليّ من نفسي قال فولده أحبّ إليك أو ولدك قال بل ولده قال فذبح ولده ظلماً على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي قال يا ربّ بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي قال يا إبراهيم انّ طائفة تزعم أنّها من أمّة محمّد صلّى الله عليه وآله ستقتل الحسين عليه السلام ابنه من بعده ظلماً وعدواناً كما يذبح الكبش ويستوجبون بذلك سخطي فجزع إبراهيم عليه السلام لذلك فتوجّع قلبه واقبل يبكي فأوحى الله تعالى إليه يا إبراهيم قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل عليه السلام لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين عليه السلام وقتله وأوجبت لك ارفع درجات أهل الثواب على المصائب وذلك قول الله عزّ وجلّ وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ولا حول ولا قوّة الّا بالله العليّ العظيم وسئل عن معنى قول النبيّ صلّى الله عليه وآله انا ابن الذبيحين قال يعني إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام وعبد الله بن عبد المطّلب امّا إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشر الله تعالى به إبراهيم (ع) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ وهو لمّا عمل مثل عمله قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلما عزم على ذبحه فداه الله بذبح عظيم بكبش أملح يأكل في سواد ويشرب في سواد وينظر في سواد ويمشي في سواد ويبول ويبعر في سواد وكان يرتع قبل ذلك في رياض الجنّة أربعين عاماً وما خرج من