الْخِطابِ فعجّل داود (ع) على المدّعى عليه فقال لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ ولم يسأل المدّعي البيّنة على ذلك ولم يقبل على المدّعى عليه فيقول له ما تقول فكان هذا خطيئته رسم حكم لا ما ذهبتم إليه ألا تسمع الله تعالى يقول يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ إلى آخر الآية فقيل يا ابن رسول الله فما قصّته مع أوريا قال الرضا عليه السلام انّ المرأة في أيّام داود (ع) كانت إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوّج بعده أبداً فأوّل من أباح الله تعالى ان يتزوّج بامرأة قتل بعلها داود (ع) فتزوّج بامرأة أوريا لمّا قتل وانقضت عدّتها فذلك الذي شقّ على الناس من قبل أوريا.
والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : ما يقرب ممّا روته العامّة وكذّبه الرّضا عليه السلام كما مرّ مع زيادات وفيه ما فيه وعن الباقر عليه السلام في قوله : وَظَنَّ داوُدُ (ع) اي علم وَأَنابَ أي تاب وذكر انّ داود (ع) كتب إلى صاحبه ان لا تقدّم أوريا بين يدي التابوت وردّه فقدّم أوريا إلى أهله ومكث ثمانية أيّام ثمّ مات.
وفي المجالس عن الصادق عليه السلام قال : إنّ رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط ألم ينسبوا الى داود (ع) انّه تبع الطير حتّى نظر إلى امرأة أوريا فهواها وانّه قدّم زوجها امام التابوت حتّى قتل ثمّ تزوّج بها.
وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام : انه قال لا أوتي برجل يزعم أنّ داود (ع) تزوّج امرأة أوريا الّا جلدته حدّين حدّ للنبوّة وحدّ للإسلام وروي انّه قال : من حدّث بحديث داود (ع) على ما يرويه القصّاص جلدته مائة وستّين.
(٢٧) وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً لا حكمة فيه ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ بسبب هذا الظنّ.
(٢٨) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ إنكار للتسوية أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ قيل كأنّه أنكر التسوية اوّلاً بين المؤمنين والكافرين ثمّ بين المتقين من المؤمنين والمجرمين منهم ويجوز أن يكون تكريراً للإنكار الأوّل باعتبار وصفين آخرين يمنعان التسوية من الحكيم الرحيم.