على أيّوب (ع) فشوّه خلقه ولم يسلّطه على دينه.
وفي الخصال والعلل عنه عليه السلام : ابتلي أيّوب سبع سنين بلا ذنب.
وفي الخصال عنه عن أبيه عليهما السلام قال : انّ أيوب عليه السلام ابتلي بغير ذنب سبع سنين وانّ الأنبياء معصومون لا يذنبون ولا يزيغون ولا يرتكبون ذنباً صغيراً ولا كبيراً وقال إنّ أيّوب مع جميع ما ابتلي به لم تنتن له رائحة ولا قبحت له صورة ولا خرجت منه مِدَّة (١) من دم ولا قيح ولا استقذره أحد رآه ولا استوحش منه أحد شاهده ولا تدوّد شيء من جسده وهكذا يصنع الله عزّ وجلّ بجميع من يبتليه من أنبيائه وأوليائه المكرّمين عليه وانّما اجتنبه الناس لفقره وضعفه في ظاهر أمره لجهلهم بما له عند ربّه تعالى ذكره من التأييد والفرج وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وآله أعظم النّاس بلاء الأنبياء ثمّ الأولياء ثمّ الأمثل فالأمثل وانّما ابتلاه الله بالبلاء العظيم الذي يهون معه على جميع الناس لئلّا يدّعوا له معه الربوبيّة إذا شاهدوا ما أراد الله تعالى ذكره ان يوصله إليه من عظائم نعمه متى شاهدوه ليستدلّوا بذلك على أنّ الثواب من الله تعالى على ضربين استحقاق واختصاص ولئلّا يحقّروا ضعيفاً لضعفه ولا فقيراً لفقره ولا مريضاً لمرضه وليعلموا انّه يسقم من يشاء متى شاء كيف شاء بأيّ شيء شاء ويجعل ذلك عبرة لمن يشاء وشقاوة لمن يشاء وسعادة لمن يشاء وهو عزّ وجلّ في جميع ذلك عدل في قضائه وحكيم في أفعاله لا يفعل بعباده الّا الأصلح لهم ولا قوّة الّا بالله.
والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : انّه سئل عن بليّة أيّوب (ع) التي ابتلي بها في الدنيا لأيّ علّة كانت قال لنعمة أنعم الله عزّ وجلّ عليه بها في الدنيا وأدّى شكرها وكان في ذلك الزمان لا يحجب إبليس عن دون العرش فلمّا صعد ورأى شكر نعمة أيّوب (ع) حسده إبليس فقال يا ربّ انّ أيّوب لم يؤدّ إليك شكر هذه النعمة الّا بما أعطيته من الدنيا ولو حرمته دنياه ما أدّى إليك شكر نعمة أبداً فسلّطني على دنياه حتّى تعلم أنّه لا يؤدّي إليك شكر نعمة أبداً فقيل له قد سلطتك على ماله وولده قال فانحدر إبليس فلم يبق له مالاً ولا ولداً إلّا أعطبه فازداد أيوب
__________________
(١) المدّة بالكسر وتشديد المهملة : ما يجتمع في الجرح من التقيح الغليظ.