موسى ينظر إلى السماء فقالت السحرة لفرعون انا نرى رجلاً ينظر إلى السماء ولم يبلغ سحرنا السماء وضمنت السحرة من في الأرض فقالوا لموسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ فأقبلت تضطرب مثل الحيّات ف قالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى فَنُودِيَ لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ فألقى موسى العصا فذابت في الأرض مثل الرصاص ثمّ طلع رأسها وفتحت فاها ووضعت شدقها العليا على رأس قبّة فرعون ثمّ دارت وأرخت شفتها السفلى والتقمت عصا السحرة وحبالهم وغلبت كلّهم وانهزم الناس حين رأوها وعظمها وهولها بما لم تر العين ولا وصف الواصفون مثله فقتل في الهزيمة من وطئ الناس بعضهم بعضاً عشرة آلاف رجل وامرأة وصبيّ ودارت على قبّة فرعون قال فأحدث فرعون وهامان في ثيابهما وشاب رأسهما من الفزع ومرّ موسى في الهزيمة مع الناس فناداه الله عزّ وجلّ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى فرجع موسى ولفّ على يده عبائه وكانت عليه ثمّ ادخل يده في فمها فإذا هي عصاً كما كانت وكان كما قال الله عزّ وجلّ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ لمّا رأوا ذلك قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ رَبِّ مُوسى وَهارُونَ فغضب فرعون عند ذلك غضباً شديداً وقالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ يعني موسى الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ الآية فقالوا له كما حكى الله عزّ وجلّ لا ضَيْرَ الآيتين فحبس فرعون من آمن بموسى في السجن حتّى أنزل الله عزّ وجلّ عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم فأطلق عنهم.
(٥٢) وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي قيل وذلك بعد سنين اقام بين أظهرهم يدعوهم إلى الحقّ ويظهر لهم الآيات فلم يزيدوا الّا عتوّاً وفساداً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ يتّبعكم فرعون وجنوده.
(٥٣) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ حين اخبر بسراه فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ العساكر ليتّبعوهم.
(٥٤) إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ على إرادة القول.