(٦٧) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وايّة آية وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وما تنبّه عليها أكثرهم إذ لم يؤمن بها أحد ممّن بقي في مصر من القبط وبنو إسرائيل بعد ما نجوا سألوا بقرة يعبدونها واتّخذوا العجل وقالوا لن نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً.
(٦٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ لتنتقم من أعدائه الرَّحِيمُ بأوليائه.
القمّيّ في الحديث : السابق : فلمّا قرب موسى (ع) من البحر وقرب فرعون من موسى قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قالَ مُوسى كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ أي سينجين فدنا موسى من البحر فقال له انفرق فقال البحر استكبرت يا موسى ان انفرق لك ولم اعصن الله عزّ وجلّ طرفة عين وقد كان فيكم العاصي فقال له موسى فاحذر ان تعصي وقد علمت انَّ آدم اخرج من الجنّة بمعصيته وانّما لعن إبليس بمعصيته فقال البحر ربّي عظيم مطاع أمره ولا ينبغي لشيء ان يعصيه فقام يوشع بن نون فقال لموسى يا نبيّ الله ما أمرك ربّك قال بعبور البحر فاقحم يوشع فرسه في الماء فأوحى الله عزّ وجلّ إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فضربه فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ أي كالجبل العظيم فضرب له في البحر اثني عشر طريقاً فأخذ كلّ سبط منهم في طريق فكان الماء قد ارتفع وبقيت الأرض يابسة طلعت الشمس فيبست كما حكى الله عزّ وجلّ فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى ودخل موسى (ع) وأصحابه البحر وكان أصحابه اثني عشر سبطاً فضرب الله عزّ وجلّ لهم في البحر اثني عشر طريقاً فأخذ كلّ سبط في طريق وكان الماء قد ارتفع على رؤوسهم مثل الجبال فجزعت الفرقة التي كانت مع موسى في طريقه فقالوا يا موسى اين إخواننا فقال لهم معكم في البحر فلم يصدّقوه فأمر الله عزّ وجلّ البحر فصار طاقات حتّى كان ينظر بعضهم إلى بعض ويتحدّثون واقبل فرعون وجنوده فلمّا انتهى الى البحر قال لأصحابه ألا تعلمون أنّي ربّكم الأعلى قد فُرِجَ لي البحر فلم يجسر احد ان يدخل البحر وامتنعت الخيل منه لهول الماء فتقدم فرعون حتّى جاء الى ساحل البحر فقال له منجّمه لا تدخل البحر وعارضه فلم يقبل منه واقبل على فرس حصان فامتنع الحصان ان يدخل الماء فعطف عليه جبرائيل وهو على ماذيانة فتقدّمه فدخل فنزل الفرس الى الرّمكّة فطلبها ودخل البحر واقتحم أصحابه خلفه فلمّا