مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا فأحوجنا بعضاً إلى بعض أحوج هذا الى مال ذلك وأحوج ذلك الى سلعة هذا والى خدمته فترى أجلّ الملوك وأغنى الأغنياء محتاجاً الى أفقر الفقراء في ضرب من الضروب امّا سلعة معه ليست معه وامّا خدمة يصلح لما لا يتهيّأ لذلك الملك ان يستغني الّا به وامّا باب من العلوم والحكم هو فقير إلى أن يستفيدها من ذلك الفقير فهذا الفقير محتاج الى مال ذلك الملك الغنيّ وذلك الملك يحتاج إلى علم هذا الفقير أو رأيه أو معرفته ثمّ ليس للملك أن يقول هلّا اجتمع الى مالي علم هذا الفقير ولا للفقير أن يقول هلّا اجتمع الى رأيي وعلمي وما اتصرّف فيه من فنون الحكم مال هذا الملك الغنيّ.
(٣٣) وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لو لا ان يرغبوا في الكفر إذا رأوا الكفّار في سعة وتنعّم لحبّهم الدنيا فيجتمعوا عليه لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ ومصاعد عَلَيْها يَظْهَرُونَ يعلون السطوح وقرئ سقفاً مفرداً.
(٣٤) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ أي أَبْواباً وَسُرُراً من فضّة.
(٣٥) وَزُخْرُفاً وزينة القمّيّ أُمَّةً واحِدَةً أي على مذهب واحد وَزُخْرُفاً قال البيت المزخرف بالذّهب.
وعن الصادق عليه السلام : لو فعل الله ذلك بهم لما آمن أحد ولكنه جعل في المؤمنين أغنياء وفي الكافرين فقراء وجعل في المؤمنين فقراء وفي الكافرين أغنياء ثمّ امتحنهم بالأمر والنهي والصبر والرضا.
وفي الكافي والعلل عن السجّاد عليه السلام : انّه سئل عن هذه الآية فقال عني بذلك أمّة محمّد صلّى الله عليه وآله أن يكونوا على دين واحد كفّاراً كلّهم ولو فعل الله ذلك بأمّة محمّد صلّى الله عليه وآله لحزن المؤمنون وغمّهم ذلك ولم يناكحوهم ولم يوارثوهم.
وفي العلل عن الصادق عليه السلام قال : قال الله عزّ وجلّ لو لا ان يجد عبدي المؤمن في نفسه لعصّبت الكافر بعصابة من ذهب وَإِنْ وانه كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ