الْعالَمِينَ استثناء منقطع أو متّصل على أنّ الضّمير لكلّ معبود عَبدوه وكان من آبائهم من عبد الله.
(٧٨) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ لأنّه يهدي كلّ مخلوق لما خلق له من امور المعاش والمعاد كما قال الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى هداية مدرجة من مبدأ الإيجاد الى منتهى اجله.
(٧٩) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ
(٨٠) وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ انّما لم ينسب المرض إليه لأنّ مقصوده تعديد النِّعم ولأنّه في غالب الامر انما يحدث بتفريط الإنسان من مطاعمه ومشاربه وفي أو امر الله ونواهيه كما قال الله سبحانه ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ
(٨١) وَالَّذِي يُمِيتُنِي عدّ الموت من جملة النّعم واضافه إلى الله لأنّه لأهل الكمال وصلة الى نيل المحابّ التي يستحقر دونها الحياة الدنيوية وخلاص من أنواع المحن والبليّة ثُمَّ يُحْيِينِ في الآخرة.
(٨٢) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ذكر ذلك هضماً لنفسه وتعليماً للُامّة ان يجتنبوا المعاصي ويكونوا على حذر وطلب لأن يغفر لهم ما يفرط منهم واستغفاراً لما عسى ان يندر منه من خلاف الأولى وحمل الخطيئة على كلماته الثلاث إِنِّي سَقِيمٌ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ وقوله هي اختي لا وجه له لأنّها معاريض وليست بخطايا.
(٨٣) رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً كمالاً في العلم والعمل استعدّ به لخلافة الحقّ ورياسة الخلق وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ووفّقني للكمال في العمل لانتظم به في عداد الكاملين في الصلاح.
(٨٤) وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ جاهاً وحسن صيت في الدنيا يبقى اثره إلى يوم الدين ولذلك ما من أمّة الّا وهم محبّون له مثنون عليه.
في الكافي عن الصادق عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام لِسانَ صِدْقٍ للمرء يجعله الله في الناس خير له من المال يأكله ويورثه أو المراد وَاجْعَلْ صادقاً من ذرّيتي يجدد أصل ديني ويدعو الناس إلى ما كنت أدعوهم إليه