[الفصل (١) الرابع]
د ـ فصل
فى تحقيق تقابل (٢) الحركة والسكون (٣)
إن أمر السكون فيه إشكال أيضا (٤) ، لأن المشهور من مذهب الطبيعيين أن السكون مقابلته للحركة (٥) هى مقابلة العدم للقنية ، لا مقابلة الضد. ثم من (٦) البين أنه لا يصلح (٧) أن يفرض بينهما مقابلة إلا إحدى هاتين المقابلتين (٨) ، أعنى العدمية والضدية. وقد جعلنا لفظة (٩) الحركة واقعا على معنى صورى ، ليس عدميا (١٠) ، إذ قلنا إنها كمال أول (١١). فإن كانت المقابلة (١٢) مقابلة العدم للملكة (١٣) ، لم يمكن أن تكون الحركة منهما هى العدم ، بل نقول إن الجسم إذا كان عادما للحركة ، وكان من شأنه أن يتحرك ، قيل له (١٤) ساكن. ومعنى قولنا من شأنه أن يتحرك ، أن يكون ما تتعلق به الحركة موجودا ، وهو أن يكون مثلا فى مكان وزمان (١٥). وأيضا إذا كان له حصول فى مكان واحد زمانا ، فيقال له إنه ساكن. فههنا معنيان موجودان (١٦) فى الساكن : أحدهما عدم الحركة ، ومن شأنه أن يتحرك ، والآخر أين (١٧) له موجود (١٨) زمانا. فإن كان السكون منهما هو الأول وهذا لازم له ، كان السكون عدما (١٩) ، وإن كان السكون هو الثاني منهما ، والأول (٢٠) لازم له ، لم يكن السكون أمرا عدميا (٢١).
فلنضع أن السكون المقابل للحركة هو المعنى الصورى منهما ، وأن حده هو الدال على كونه صوريا منهما ، فإذا أردنا أن نقايس (٢٢) بين هذا الحد وحد الحركة ، وجب أن يكون لنا أن نقتضب إما (٢٣) حد الحركة من هذا الحد
__________________
(١) فصل : الفصل الرابع ب ، د ، م. (٢) تقابل : مقابل سا
(٣) والسكون : فالسكون د. (٤) أيضا : + وذلك سا ، م
(٥) للحركة : + إنما ط. (٦) من : بين م
(٧) لا يصلح : لا يصح ط (٨) المقابلتين : المقدمتين سا.
(٩) لفظة : لفظ سا ، م (١٠) عدميا : بعدى ط
(١١) أول : ساقطة من د ، سا ، م.
(١٢) المقابلة : + بينهما ط
(١٣) الملكة : والملكة ط.
(١٤) له : + إنه ط. (١٥) وزمان : مدتان سا.
(١٦) موجودان : موجودا م.
(١٧) أين : أن م
(١٨) موجود : موجودا ب.
(١٩) عدما : معنى عدميا ط ، م.
(٢٠) والأول : فالأول ط.
(٢١) أمرا عدميا : معنى عدما سا ؛ معنى عدميا م.
(٢٢) نقايس : يقاس م.
(٢٣) إما : + من ط ؛ ساقطة من م.