المداخلة محالة (١) ، فبقى أن يدفعه فيحركه. وكذلك حال المدفوع فيما يتحرك فيه ، فيلزم إذا تحرك متحرك أن يتحرك العالم ، وأن يكون إذا تحرك متحرك بعنف أن يتموج العالم تموجا بعنف ومضاهيا (٢) لتموجه. وأما القائلون بأن المكان ما يكون الشيء عليه فيأخذون ذلك من العامة إذ يسمون مجالسهم أمكنة (٣) لهم.
ونحن لا نبالى أن يسمى مسم هذا مكانا ، لكنا لا نشتغل بتحقيق هذا المكان الذي يكون المتمكن عليه ، بل الذي قيل إنه حاو مساو (٤) ، ولا بد منه لكل منتقل حيث كان ، وإن لم يكن مستقرا على مستند.
وأما القائلون بأن المكان هو البسيط كيف كان ، فهم يقولون إنه كما أن سطح الجرة مكان للماء ، كذلك سطح الماء مكان للجرة ، لأنه سطح مماس لجملة بسيط متصل به. ويقولون إن الفلك الأعلى متحرك ، وكل متحرك فله مكان ، فالفلك الأعلى له مكان لكن ليس له نهاية حاوية من محيط ، فليس كل مكان هو النهاية الحاوية من المحيط ، بل مكانه هو السطح الظاهر من الفلك الذي تحته. وأما (٥) القائلون بأن المكان هو السطح الحاوى فسنذكر مذهبهم ونحققه ، فيجب أن نبدأ أول شيء بإبطال هذه المذاهب ، ثم نتبعها بكشف المغالطات فى قياساتهم ،
[الفصل السابع]
ز ـ فصل (٦)
فى نقض مذهب من ظن أن المكان هيولى
او صورة أو أى (٧) سطح ملاق كان أو بعدا (٨)
أما بيان فساد قول من يرى أن الهيولى أو الصورة مكان ، فبأن يعلم أن المكان يفارق عند الحركة ، والهيولى والصورة لا يفارقان (٩) ، والمكان تكون الحركة فيه ، والهيولى والصورة لا تكون الحركة فيهما ، بل معهما والمكان تكون إليه الحركة ، والهيولى (١٠) والصورة لا تكون إليهما حركة (١١) البتة. والمتكون إذا تكون استبدل مكانه الطبيعى
__________________
(١) محالة : محال م.
(٢) ومضاهيا : أو مضاهيا ط.
(٣) أمكنة : أمكنته ط.
(٤) مساو : ومساو ط.
(٥) وأما : فأما ط.
(٦) فصل : فصل ز ب ، الفصل السابع م.
(٧) أى : ساقطة من سا
(٨) بعدا : بعده سا ، م.
(٩) لا يفارقان : لا يفارق م.
(١٠) والصورة ... الهيولى : ساقطة من ذ.
(١١) حركة : الحركة سا.