فهذا ما نقوله فى إبطال وجود هذا البعد المفطور. وقد قيل فى إبطال ذلك شيء مبنى على استحالة وجود أبعاد فى أبعاد بلا نهاية (١). ونحن لم نحصل إلى هذه الغاية فهم ذلك على حقيقة يوجب الركون إليها ، وسندركه (٢) بعد أو يدركه (٣) غيرنا.
[الفصل الثامن]
ح ـ فصل (٤)
فى مناقضة القائلين بالخلاء
وأما (٥) القائلون بالخلاء فأول ما يجب علينا هو أن نعرفهم أن الخلاء ليس لا شيء (٦) مطلقا كما يظن ويتوهم (٧) قوم كثير (٨). وإنه (٩) إن كان الخلاء لا شيء (١٠) البتة ، فليس هاهنا منازعة بيننا وبينهم ، فليكن الخلاء شيئا حاصلا ولنسلم هذا لهم ، لكن (١١) الصفات التي يصفون بها الخلاء توجب أن يكون الخلاء شيئا موجودا ، وأن كما ، وأن يكون جوهرا وأن يكون له (١٢) قوة فعالة. فإن اللاشيء لا يجوز أن يكون بين شيئين أقل أو أكثر (١٣) ، والخلاء قد (١٤) يكون بين جسمين (١٥) أقل أو أكثر (١٦). فإن الخلاء المتقدر (١٧) بين السماء والأرض أكثر من المتحصل بين بلدين فى الأرض ، بل له (١٨) إليه نسبة ما ، بل هو ممسوح (١٩) مقدر المقدار (٢٠) فيكون خلاء ألف ذراع وخلاء آخر عشرة أذرع وخلاء يتناهى إلى ملاء وخلاء يذهب إلى غير النهاية. وهذه الأحوال لا تحمل (٢١) البتة (٢٢) على اللاشيء الصرف ولأنه يقبل هذه الخواص وهذه الخواص (٢٣) بذاتها للكم ، ويتوسط الكم ما يكون لغيره ، فلا يخلو إما أن يقبلها الخلاء قبولا أوليا بالذات
__________________
(١) بلا نهاية : فلا نهاية ط.
(٢) وسندركه : وسندركها ط ، م.
(٣) أو يدركه : أو يدركها ط ، أو يدركنا م.
(٤) فصل : فصل ح ب ، الفصل الثامن م.
(٥) وأما : فأما م (٦) لا شيء : لا شيا ب ، د ، م
(٧) ويتوهم : منهم ط ، م.
(٨) كثير : كثيرون م (٩) وإنه : فإنه ط ، إنه م
(١٠) لا شيء ، لا شيا ب ، د.
(١١) لكن : ولكن ط. (١٢) له : ساقطة من سا ، م
(١٣) أو أكثر : وأكثر ب ، د (١٤) قد : ساقطة من سا
(١٥) جسمين : شيئين ط.
(١٦) أو أكثر : وأكثر ب ، د
(١٧) المتقدر : المقتدر م
(١٨) له : وله ط.
(١٩) هو ممسوح : وكل منهما يوجد ممسوحا ط
(٢٠) مقدر المقدار : مقدر د ، سا ، م ، مقدرا ط.
(٢١) لا تحمل : لا تحتمل م
(٢٢) البتة : ساقطة من سا.
(٢٣) وهذه الخواص : ساقطة من م.