أو قبولا بالعرض ، فإن كان قبلها بالذات فهو كم ، وإن كان قبلها بالعرض فهو شيء ذو كم إما عرض (١) ذو كم وإما جوهر ذو كم. والعرض لا يكون ذو كم إلا لوجوده (٢) فى جوهر ذى كم. فيلزم أن يكون الخلاء ذاتا مقارنة لجوهر (٣) وكم ، وليس ذلك الكم إلا الكم (٤) المتصل القابل للقسمة فى الأقطار الثلاثة ، وإن (٥) كان كل واحد من الجوهر والكم داخلا فى تقويمه. وكل جوهر بهذه الصفة فهو جسم ، فالخلأ جسم وإن كانا مقارنين له من خارج غير مقومين له. فأقل أحواله أن يكون عرضا فى جسم ، والعرض فى الجسم لا يدخله جسم ، فالخلأ لا يدخله جسم وإن (٦) كان يقبل (٧) ذاك (٨) بالذات فهو لا محالة كم بالذات ، ومن طباع الكم بالذات الذي له ذهاب فى الأبعاد الثلاثة أن تنطبع به المادة ، وأن يكون جزءا أو هيئة للجسم المحسوس ، فإن لم تنطبع به المادة فلا يكون لأنه كم ، بل لأمر (٩) عارض. وذلك العارض لا يخلو إما أن يكون من شأنه أن يقوم لا فى موضوع أو يكون ليس من شأنه ذلك. فإن كان من شأنه أن يقوم لا فى موضوع وقد قارن (١٠) البعد ، فهذا البعد لا يخرج أن يقوم مقارنا لقائم لا فى موضوع غيره. فما يقارنه البعد ويقوم به وهو قائم فى نفسه (١١) ، فهو موضوع يقوم به بعد (١٢) الخلاء. فإن الموضوع (١٣) للبعد ليس إلا شيئا هو فى نفسه لا فى موضوع (١٤) ، ويقارنه بعد وبكمه. وإن كان ليس من شأن ذلك المعنى أن يقوم لا فى موضوع ، فيكون لا وجود له مع ما هو معه إلا فى (١٥) موضوع ، فكيف يصير به البعد قائما لا فى موضوع وهو يحتاج إلى موضوع. فإن قيل إن موضوعه هو البعد ، وأنه إذا حصل فى موضوعه جعل موضوعه لا فى موضوع ، كان معنى هذا الكلام أن ما لا قوام له بنفسه يعرض لما لا قوام له فى نفسه إلا فى موضوع ، فيجعله قائما بنفسه لا فى موضوع ويكون بعض هذه (١٦) الأشياء هو فى طبيعته (١٧) عرض ، ويعرض له أن يكون جوهرا ، فتكون الجوهرية مما (١٨) يعرض لبعض الطباع وهذا بين الاستحالة وخصوصا فى الفلسفة الأولى.
وبالجملة فإن البعد المشار إليه القابل للأمرين ، هو طبيعة واحدة بالعدد ، فلا تترتب هى بعينها إلا فى جنس واحد ، فتكون تلك الطبيعة إما تحت ما وجوده فى موضوع أو تحت ما وجوده لا فى (١٩) موضوع. وأيضا إن كانت تارة هى بعينها جوهرا ، وتارة هى بعينها (٢٠) لا جوهرا. فإذا صارت (٢١) لا جوهرا فقد (٢٢) فسدت منها ذاتها فسادا مطلقا ،
__________________
(١) إما عرض : أو عرض سا (٢) لوجوده : بوجوده ط.
(٣) لجوهر : للجوهر ب (٤) إلا الكم : ساقطة من م
(٥) وإن : فإن سا. (٦) وإن : إن ط
(٧) يقبل : قبل سا ، م ، (٨) ذلك : ذلك ط ، م.
(٩) لأمر : الأمر ط.
(١٠) قارن : فارق م. (١١) نفسه : + وهو فى نفسه ط
(١٢) بعد : بعدا بين ط ، م. (١٣) يقوم ..... الموضوع : ساقطة من م.
(١٤) ويقارنه .... لا فى موضوع : ساقطة من سا (١٥) إلا فى : لا فى م.
(١٦) هذه : ساقطة من سا ، م (١٧) طبيعة سا ، م.
(١٨) مما : ما م. (١٩) لا فى : فى د.
(٢٠) جوهرا ... بعينها : ساقطة من م (٢١) فإذا صارت : ساقطة من سا.
(٢٢) فقد : وقد سا.