[الفصل الثالث عشر]
م ـ فصل (١)
فى حل الشكوك المقولة فى الزمان واتمام القول فى مباحث
زمانية مثل الكون فى الزمان والكون لا فى الزمان وفى
الدهر والسرمد ونعته وهوذا وقبيل وبعيد (٢) والقديم (٣)
فأما (٤) الزمان فإن جميع ما قيل فى أمر إعدامه وأنه لا وجود له ، فهو مبنى على أن لا وجود له فى الآن. وفرق بين أن يقال لا وجود له مطلقا ، وبين أن يقال لا وجود له فى آن حاصلا. ونحن نسلم ونصحح أن الوجود المحصل على هذا النحو لا يكون للزمان إلا فى النفس والتوهم ، وأما (٥) الوجود المطلق المقابل (٦) للعدم المطلق فذلك صحيح له ، فإنه إن لم يكن ذلك صحيحا له ، صدق سلبه ، فصدق أن نقول : إنه ليس بين (٧) طرفى المسافة مقدار إمكان (٨) لحركة (٩) على حد من السرعة يقطعها ، وإن (١٠) كان (١١) هذا السلب كاذبا ، بل كان للحركة على ذلك الحد من السرعة مقدار فيه يمكن قطع هذه المسافة ، ويمكن قطع غيرها بأبطإ (١٢) وأسرع (١٣) على ما قد بينا قبل. فالإثبات الذي يقابله صادق ، وهو أن هناك مقدار هذا الإمكان ، والإثبات دلالة (١٤) على (١٥) وجود الأمر مطلقا ، وإن لم يكن (١٦) دالا على نحو وجوده محصلا فى آن أو على جهة ما. وليس هذا الوجه له بسبب التوهم ، فإنه وإن لم يتوهم ، كان هذا النحو من الوجود وهذا النحو من الصدق حاصلا. ومع هذا فيجب أن يعلم أن الموجودات منها ما هى متحققة الوجود محصلته (١٧). ومنها ما هى أضعف فى الوجود. والزمان يشبه أن يكون أضعف وجودا من الحركة ومجانسا لوجود أمور (١٨) بالقياس إلى أمور ، وإن لم يكن الزمان من حيث هو زمان مضافا ، بل قد تلزمه الإضافة (١٩). ولما كانت المسافة موجودة ، وحدود
__________________
(١) فصل : فصل ١٣ ب ، الفصل الثالث عشر م.
(٢) وقبيل وبعيد : وقبل وبعد م
(٣) والقديم : والتقديم م. (٤) فأما : أما ط.
(٥) وأما أما سا (٦) المقابل : القابل سا.
(٧) بين : ساقطة من م (٨) إمكان : ساقطة من د
(٩) لحركة : الحركة د ، ط ، بحركة سا.
(١٠) وإن : وإذا ط. (١١) وإن كان : ساقطة من د
(١٢) بأبطإ : ساقطة من م
(١٣) وأسرع : أو أسرع ط.
(١٤) دلالة : دالا ط
(١٥) على : + نحو ط.
(١٦) يكن : يمكن م (١٧) محصلته : ومحصلته ط.
(١٨) أمور : أمر د.
(١٩) الإضافة : + من حيث كونه مقدار الشيء وكونه زمانا غير كونه مقدارا ط.