ومن ذلك أمر الكون والفساد الذي يظن به أنه أمر غير منقطع ، ومن هناك يظن أنه يجب أن يكون له مادة غير متناهية ، فبعض يجعلها جسما من الأجسام البسيطة نارا أو هواء أو ماء (١) ، وبعض (٢) (٣) يجعلها جسما متوسطا بين جسمين منها (٤) كمن يجعلها البخار المتوسط بين الماء والهواء ، وبالجملة يجعلها (٥) الجسم الذي يعتقد أنه يتكون من كل شيء ، ومنهم من يجعلها أجساما كثيرة بلا نهاية يجتمع (٦) منها جسم واحد يسميه خليطا ، ومنهم من يجعلها أجساما كثيرة بلا نهاية (٧) فى العدد ، لكنها ليست متلاقية ، بل (٨) منفصلة مثبوتة فى خلاء غير متناه. فمن هؤلاء من يجعل صورها التي هى عندهم أشكالها بلا نهاية فى النوع ومنهم من يجعل لأنواع (٩) صورها عددا متناهيا ، وإنما الجأهم إلى هذا ظنهم أنه لا بد من ذلك ، فإنه يجب أن يكون للكون غير (١٠) المتناهى مادة وافرة لا ينقطع إمدادها (١١). ومن هؤلاء من يجعل غير المتناهى (١٢) مبدأ ، لأنه طبيعة غير المتناهى ، لا لأنه شيء عرض له أن لا يتناهى. ومن (١٣) الوجود التي تدعو قوما إلى توهم (١٤) إثبات ما لا نهاية له ، ما يتخيل من أن كل متناه فيلحقه أن يكون تناهيه إلى شيء على نحو المشاهدات ، فيلحق من ذلك أن يكون كل جسم يتناهى إلى جسم ، وأن يذهب ارتكام (١٥) الأجسام وانتضادها إلى غير النهاية. ومن هذه الوجوه مقتضى التوهم وحكمه. فإن التوهم لا يضع لشيء من الأشياء حدا يتعين (١٦) عليه ، بل دائما للوهم أن يتوهم أزيد منه.
فهذه الوجوه (١٧) هى الوجوه الداعية إلى إثبات ما لا يتناهى.
__________________
(١) أو ماء : ساقطة من م
(٢) وبعض : وبعضها سا ، ط.
(٣) يجعلها ... وبعض : ساقطة من سا.
(٤) منها : ساقطة من سا
(٥) يجعلها (الثانية) : يجعل م
(٦) يجتمع : يجمع ط.
(٧) بلا نهاية : + له ط.
(٨) بل : ساقطة من م.
(٩) لأنواع : الأنواع ب ، للأنواع ط.
(١٠) غير (الأولى والثانية) : الغير ب ، د ، سا ، ط
(١١) إمدادها : امتدادها سا ، ط ، م.
(١٢) مادة ... المتناهى : ساقطة من سا
(١٣) من : أمر د.
(١٤) توهم : ساقطة من سا
(١٥) ارتكا م : ارتكاب ط ، م.
(١٦) يتعين : يتعسر م.
(١٧) الوجوه (الأولى) : ساقطة من م.