وانحدار ، وأسفله مستو متشابه مسطح أو مقبب ، وفيه ماء يسيل ، من غير أن تكون هناك علة تموج من ريح أو اختلاف أجزاء قرار ، أو غير ذلك ، فإنك تحسب ذلك الماء ماء واحدا بعينه راكدا ساكنا ، إذ لا يمكنك (١) أن تحس بفصول بين (٢) جزء (٣) عداك وجزء (٤) وصل إلى سمتك. وكذلك إذا لم يحس بفصول الاستحالة فى الظلمة أو الضوء (٥) لاتصال الأمر ، حسبت أن الظلمة والضوء هو ذلك بعينه. وأما التشكك الذي يقال فى هذا ، وهو أنه إن لم يكن واحدا فهو إذن كثير ، ولا يجوز أن يكون (٦) كثيرا غير متناه يكون كثيرا متناهيا ، فلا يخلو (٧) إما أن يكون كل واحد من ذلك الكثير لا يبقى إلا آنا وقد كان يرى موجودا على الاتصال ، فتكون الآنات المتناهية يتألف منها زمان متصل واحد ، وهذا محال. أو يكون (٨) كل واحد منها يبقى زمانا مع سيلان الموضوع ، هذا ما ينكرونه (٩) ، فيجب أن نعرف حله من الأصول التي تحققتها (١٠).
وبعد هذا فقد تشكك (١١) فى أمر الحركة السماوية بتشكك (١٢) يناسب الشكوك التي ذكرناها ، وإن كان متغير (١٣) عنها يسيرا ، فقيل (١٤) إنها لا تخلو إما أن تكون واحدة أو تكون كثيرة (١٥) ، فإن كانت واحدة فكيف تكون واحدة وليست بتامة ، فإنا نجد منها شيئا خارجا منها لم يحصل بعد وكل واحد تام ، وإن كانت كثيرة فكيف نقول عددها وما آحادها (١٦). فنقول : أما الحركة بالمعنى الذي نقوله فهى واحدة باقيه فيه أبدا ما تحرك ، وأما الذي (١٧) بمعنى القطع فيشبه أن تكون كل دورة حركة واحدة (١٨) ، إلا أن الدورات (١٩) لا تتحدد إلا بالوضع.
وإذ قد فرغنا من الكلام فى وحدة الحركة ، فبالحرى أن نتكلم فى التقايس الذي يكون بين الحركات فى سرعتها وبطؤها ، وهو المعنى الذي يسمى مضام (٢٠) الحركات.
__________________
(١) إذ لا يمكنك : ولا يمكنك ط.
(٢) بين : عن ط
(٣) جزء : + جزء ط
(٤) وجزء : + جزء ط.
(٥) أو الضوء : والضوء سا ، ط ، م.
(٦) يكون (الأولى) : فيكون سا ، ط ، م
(٧) فلا يخلو : ولا يخلو ط ، م.
(٨) أو يكون : أن يكون سا
(٩) ما ينكرونه : مما ينكرونه ط ، م.
(١٠) تحققتها : تحققها د ، سا ، م ؛ حققتها ط. تشكك : شكك ط.
(١١) تشكك : شكك ط
(١٢) بتشكك : بتشكيك ط
(١٣) متغيرا : مغيرا ط.
(١٤) فقيل : فقد قيل سا
(١٥) أو تكون كثيرة : أو كثيرة سا ، ط ، م.
(١٦) وما آحادها : وإما آحادها م
(١٧) الذي : التي م.
(١٨) واحدة : ساقطة من م
(١٩) الدورات : الدوران د.
(٢٠) مضام : مضامة سا ، ط ، م.