أن يشأ ، يلزم من ذلك أن مقتضاه لا يكون لو شاء ، ومنهم من لم يشترط إلا أن تكون الحركة صادرة عن الإرادة. وأنت غير (١) مجبر على اختيار أى الاستعمالات شئت ، فإنه ليس إلا مشاجرة فى التسمية فقط (٢).
[الفصل الخامس عشر]
س ـ فصل (٣)
فى احوال العلل المحركة والمناسبات بين العلل المحركة والمتحركة
وإذ قد استوفينا القول بحسب غرضنا فى الحركات والمتحركات ، فحرى بنا أن نتكلم على أحوال المحركين.
فنقول : إن المحرك منه ما هو محرك بالذات ، ومنه ما هو محرك بالعرض. والمحرك (٤) بالعرض (٥) ، فقد فصلنا أمره فى الأقاويل الماضية ، وبينا أنه على كم وجه يكون ، وأنه قد يكون الشيء محركا لذاته بالعرض ، وقد يكون محركا لغيره (٦) بالعرض ، وقد يكون محركا بالطبع ، وقد يكون محركا بالقسر (٧).
وأما المحرك بالذات ، فمنه ما يكون بواسطة ، مثل النجار بواسطة القدوم ، ومنه ما يكون بغير واسطة. والذي بالواسطة ، فربما كانت الواسطة واحدة ، وربما كانت كثيرة. وما كان من الوسائط ليس (٨) محركا من تلقائه ، بل إنما يحرك لأجل أن ما قبله يحركه. فإن كان متصلا بالمحرك ، كاليد بالإنسان ، سمى (٩) أداة ، وإن كان مباينا سمى آلة ، وربما لم يميز (١٠) بين اللفظين فى الاستعمال. وما كان من الوسائط ينبعث من نفسه إلى الحركة ، ومع ذلك فله مبدأ تحريك آخر لأنه واسطة ، فالأولى أن يكون محركه مع أنه محرك (١١) غاية مثل المحبوب ، أو ضد الغاية (١٢) مثل المخوف المهروب عنه. والمحركات منها ما يحرك بأن يتحرك ، ومنها ما يحرك لا بأن يتحرك. والمحرك بأن يتحرك يحرك بالماسة ،
__________________
(١) غير : ليس سا
(٢) فقط : البتة ط.
(٣) فصل : فصل ٤ ب ؛ الفصل الخامس عشر م.
(٤) والمحرك : وأما المحرك ط
(٥) والمحرك بالعرض : ساقطة من سا.
(٦) لغيره : لغير د
(٧) محركا بالقسر : بالقسر سا ، ط ، م.
(٨) ليس : لم يكن ط.
(٩) سمى : يسمى ط.
(١٠) يميز : يتميز م.
(١١) محرك : ساقطة من م
(١٢) مثل .... الغاية : ساقطة من م.