ضمنا أن أفعالها فى المواد (١) المطيعة التي (٢) لها هى لغايات ، وهذا لا يزاحم ذلك. والموت والذبول هو لقصور الطبيعة البدنية عن إلزام (٣) المادة صورتها وحفظها إياها عليها بإدخال بدل ما يتحلل ، ونظام الذوبل ليس أيضا غير متأد إلى غاية البتة. فإن لنظام الذبول سببا غير الطبيعة الموكلة بالبدن (٤) ، وذلك السبب هو الحرارة وسببا هو الطبيعة ولكن (٥) بالعرض. ولكل واحد منهما (٦) غاية. فالحرارة (٧) غايتها تحليل (٨) الرطوبة وإحالتها. فتسوق المادة إليه على النظام ، وذلك غاية. فالطبيعة التي فى البدن غايتها حفظ البدن ما أمكن بإمداد بعد إمداد ، لكن كل مدد (٩) يأتى فإن الاستمداد منه أخيرا يقع أقل من الاستمداد منه بديا لعلل نذكرها فى العلوم الجزئية ، فيكون ذلك الإمداد بالعرض سببا لنظام الذبول. فإذن الذبول من حيث هو ذو نظام ومتوجه إلى غاية فهو فعل الطبيعة (١٠). وإن لم يكن فعل طبيعة البدنى (١١). ونحن لم نضمن أن كل حال للأمور الطبيعية يجب أن يكون غاية للطبيعة التي فيها بل قلنا إن كل طبيعة تفعل فعلها (١٢) لغاية لها. وأما فعل غيرها فقد لا يكون لغاية لها والموت والتحليل والذبول وكل ذلك إن لم يكن غاية نافعة بالقياس إلى بدن زيد فهى غاية واجبة فى نظام الكل.
وقد أومأنا إلى ذلك فيما سلف ، وعلمك بحال النفس سينبهك على غاية فى الموت واجبة ، وغايات فى تناسب الضعف واجبة. وأما الزيادات فهى أيضا كائنة (١٣) لغاية ما. فإن المادة إذا فضلت (١٤) حركت الطبيعة فضلها (١٥) إلى الصورة التي (١٦) تستحقها بالاستعداد (١٧) الذي فيها ولا تعطلها ، فيكون فعل الطبيعة فيها لغاية ، وإن كان المستدعى إلى تلك الغاية اتفاق سبب غير طبيعى.
وأما أمر المطر (١٨) وما قيل فيه فليس ينبغى أن نسلم (١٩) ما قيل فيه ، بل نقول إن قرب الشمس وبعدها وحدوث السخونة بقربها والبرودة ببعدها ، على ما تعلمه بعد ، سبب ذو نظام لأمور كثيرة من الغايات الجزئية (٢٠) فى الطبيعة ، ووقوع الشمس مقربة فى حركاتها المائلة (٢١) يصدر عن ذاته (٢٢) التبخر (٢٣) المصعد إلى حيث (٢٤) تبرد فيهبط (٢٥) للضرورة. وليس يكفى في ذلك ضرورة المادة ، بل هذا الفعل الإلهى المستعمل للمادة إلى أن ينتهى إلى ضرورتها فيلزمها الغاية ،
__________________
(١) المواد : الطبيعية ط (٢) التي : ساقطة من ط ، م.
(٣) إلزام : التزام سا. (٤) بالبدن : للبدن ط.
(٥) ولكن : لكن سا (٦) منهما : ساقطة من سا
(٧) فالحرارة : والحرارة ط (٨) تحليل : لتحليل د ، ط.
(٩) مدد : + ثان سا ، ط. (١٠) الطبيعة : لطبيعة سا ، م.
(١١) البدنى : البدن سا ، م. (١٢) فعلها : + فإنما تفعله ط.
(١٣) كائنة : كانت ط (١٤) فضلت : فصلت سا ، م.
(١٥) فضلها : فصلها سا ، م. (١٦) التي : إلى م
(١٧) بالاستعداد : الاستعداد م.
(١٨) المطر : النظر سا (١٩) نسلم : + له ط.
(٢٠) الجزئية : الخيرية سا. (٢١) المائلة : + سبب ط
(٢٢) عن ذاته : لذاته سا (٢٣) التبخر : التبخير ط ، م
(٢٤) حيث : بحيث سا (٢٥) فيهبط : فهبط ط.