[الفصل الأول]
ا ـ فصل (١)
فى الحركة
لقد (٢) ختمنا الكلام فى المبادئ العامة للأمور الطبيعية. فحرى بنا أن ننتقل إلى الكلام فى العوارض العامة لها ، ولا أعم لها من الحركة والسكون. والسكون كما سنبين من حاله عدم الحركة ، فحرى بنا أن نقدم الكلام فى (٣) الحركة.
فنقول : إن الموجودات بعضها بالفعل (٤) من كل وجه ، وبعضها من جهة بالفعل ، ومن جهة القوة ويستحيل أن يكون شيء من الأشياء بالقوة من كل جهة ، لا ذات له بالفعل البتة. ليسلم (٥) هذا وليوضع وضعا مع قرب تناول (٦) الوقوف عليه. ثم من شأن كل ذى قوة أن يخرج منها إلى بالفعل (٧) المقابل لها ، وما امتنع الخروج إليه بالفعل فلا قوة عليه. والخروج إلى الفعل عن القوة قد يكون دفعة ، وقد يكون لا دفعة ، وهو أعم من الأمرين جميعا وهو بما هو أعم أمر يعرض لجميع المقولات ، فإنه لا مقولة (٨) إلا وفيها خروج عن قوة لها إلى فعل لها. أما (٩) فى الجوهر فكخروج (١٠) الإنسان إلى الفعل (١١) بعد كونه بالقوة. وفى الكم (١٢) فكخروج (١٣) النامى (١٤) إلى الفعل عن القوة. وفى الكيف فكخروج (١٥) السواد إلى الفعل عن القوة. وفى (١٦) المضاف فكخروج الأب إلى الفعل عن القوة. وفى الأين فكالحصول فوق بالفعل بعد القوة (١٧). وفى متى فكخروج الغد (١٨) إلى الفعل عن القوة. وفى الوضع فكخروج المنتصب إلى الفعل عن القوة. وكذلك فى الجدة (١٩). وكذلك فى الفعل والانفعال. لكن المعنى المتصالح عليه عند القدماء فى استعمال لفظة الحركة ليس ما يشرك فيه (٢٠) جميع أصناف هذه الخروجات عن القوة إلى الفعل ، بل ما كان خروجا
__________________
(١) فصل : فصل أب ؛ الفصل الأول ط ، م.
(٢) لقد : فقد سا. (٣) فى : على سا ، م.
(٤) بالفعل (الأولى) : بل لفعل د.
(٥) ليسلم : ولنسلم ط.
(٦) تناول : يتناول ط (٧) بالفعل : الفعل م.
(٨) لا معقولة : لا مقول له م
(٩) أما : وأما ط. (١٠) فكخروج : فلخروج سا
(١١) الفعل : فعل سا.
(١٢) الكم : الكلم م
(١٣) فكخروج (الثانية) : كخروج ط
(١٤) النامى : النابى ط
(١٥) فكخروج (الأولى) : كخروج سا.
(١٦) وفى (الأولى) : فى م.
(١٧) وفى الوضع ... القوة : ساقطة من سا.
(١٨) الغد : العشى ب ، د ، م.
(١٩) الجدة : + كخروجه إلى أن يكون منتقلا أو متسلما عن القوة م.
(٢٠) ما يشرك : ما يشترك سا ، م.