[الفصل الثاني]
ب ـ فصل (١)
فى نسبة الحركة إلى المقولات
إنه قد اختلف فى نسبة الحركة إلى المقولات ، فقال (٢) بعضهم (٣) : إن الحركة هى مقولة أن ينفعل ، وقال بعضهم : إن لفظة الحركة تقع على الأصناف التي تحتها بالاشتراك البحت : وقال بعضهم : بل لفظة (٤) الحركة لفظة مشككة مثل لفظة الوجود (٥) ، تتناول أشياء (٦) كثيرة لا بتواطؤ ولا باشتراك بحت ، بل بالتشكيك لكن الأصناف المدخلة تحت لفظة الوجود والعرض دخولا أوليا هى المقولات وأما الأصناف الداخلة تحت لفظة الحركة فهى أنواع أو أصناف من المقولات. فالأين (٧) منه قار ومنه سيال هو (٨) الحركة فى المكان ، ولكيف قار ومنه (٩) سيال هو (١٠) الحركة فى الكيف أى الاستحالة ، والكم منه قار ومنه سيال وهو الحركة (١١) فى الكم أى النمو والذبول. وربما تمادى بعضهم فى مذهبه حتى قال والجوهر منه قار ومنه سيال هو (١٢) الحركة فى الجوهر أى الكون (١٣) والفساد ، وقال (١٤) إن الكم السيال نوع من أنواع الكم المتصل لإمكان وجود الحد المشترك فيه ، إلا أنه يفارقه بأنه لا وضع له وللمتصل وضع واستقرار. قال والتسود والسواد من جنس واحد ، إلا أن السواد قار (١٥) والتسود غير قار. وبالجملة فإن السيال فى كل جنس هو الحركة. فقال بعض هؤلاء لكنها إذا نسيت إلى لعلة التي هى فيها كانت مقولة أن ينفعل أو إلى العلة (١٦) التي هى (١٧) عنها صارت مقولة أن يفعل. وقوم خصوا هذا لاعتبار بالكيف السيال وأخرجوا (١٨) منها (١٩) مقولتى يفعل وينفعل (٢٠). واختلف أصحاب هذا المذهب أعنى القول بالسيال ، فمنهم من جعل لافتراق
__________________
(١) فصل : فصل ب ب ؛ الفصل الثاني م.
(٢) فقال : يقال سا. (٣) بعضهم (الأولى) : بعض د.
(٤) لفظة (الثانية) : لفظ ط.
(٥) الوجود : + والعرض ط
(٦) أشياء : أجزاء م.
(٧) فالأين : والأين د.
(٨) هو (الأولى) : وهو ط
(٩) ومنه : + أين سا ، م
(١٠) هو (الثانية) : وهو د ، ط.
(١١) فى الكيف ... وهو الحركة : ساقطة من د.
(١٢) هو : وهو ط
(١٣) أى الكون : أو الكون ط
(١٤) وقال : وقالوا سا ، م.
(١٥) قار : قارة ط.
(١٦) التي ... العلة : ساقطة من م.
(١٧) هى : ساقطة من سا ، م
(١٨) وأخرجوا : وأخرج ط. (١٩) منها : منه م
(٢٠) وينفعل : أو ينفعل م.