امتداد شاني تحصل أجزاءه تلو بعض.
والمستحيل من هذه الأربع ثلاث : هي اللامحدودية في الامتداد الفعلي الحاصل بداية او نهاية للمشكلة الماضية ، وكذلك في الامتداد الشأني بداية ، دون الشأني نهاية ، والخلود اللانهائي في الجنة او النار شأني يتدرج دون نهاية ، فهو محدود بداية ولا محدود نهاية ، فالبداية بفعل الله ، واللانهاية ايضا بفعل الله ، وليس هنا ما يمنع عقليا هذه اللانهاية لا فاعلا ولا قابلا ، فالله تعالى هو المعطي عطاءه غير مجذوذ ولا راد لفضله ، ولا نهاية لعطائه ، والأزمنة الآتية الى غير النهاية هي كالسالفة كلها بإرادة الله ، ولا مانع في هذا البين من هذه العطاء غير المجذوذ لا فاعلا ولا قابلا.
إنه لا مشكلة عقليا في مثل هذه اللانهاية ولكنها مستحيلة في العذاب بميزان العدل والنقل القرآني ومن ثم بمقتضى الرحمة الإلهية.
إن الجزاء الوفاق لا توافق اللانهاية في العذاب لعصيان محدود في زمن محدود من عاص محدود وفي أثر محدود ، ولبث الأحقاب حيث اعتبر الجزاء الوفاق للطاغين برهان لا مرد له على حد العذاب ، وكما الآيات في أن الجزاء هي العمل (١) او بالعمل (٢) تحدّد العذاب بقدر العمل ، لا اكثر من العمل وإن كانت آيات الثواب تربي الجزاء على العمل تتخطاه الى نية الخير ايضا.
وقد تزعم دلالة الآيات التالية على اللانهاية الحقيقية في العذاب : ١ (ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى) (٨٧ : ١٣)؟ ولكنها لا تنفي موت الخالدين إلا في النار وهنا لك موت مع النار أو بعد النار لا ينفيان. والآية تدل على
__________________
(١) «إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» (٥٢ : ١٦).
(٢) «مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ» (٤ : ١٢٣).