ثم هنالك احتمالان : ١ ـ فناء من في النار مع النار فلا نار إذا ولا اهل نار. ٢ ـ فناء النار وبقاء من فيها دون رحمة ولا عذاب وان في فترة قصيرة ، وإذ تصرح آيات أنه لا يفتر عنهم العذاب فبأحرى لا ينفى عنهم سواء مع بقاء النار أم فناءها ، فلا نحتمل إذا إلا فناء النار بمن فيها على سواء ، يثبته لزوم انتهاء العذاب وعدم خروجهم عن النار ألّا عذابها عنهم.
٧ ـ وكذلك : (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً) (٤ : ٥٦) ف «كلما ، لا تدل على استمرارية العذاب اللانهائية ، وإنما التبديل هو ما دام النضج ، وأما حتى متى يدوم النضج فلا دلالة فيها على أمده من أبدية حقيقية اما هيه.
٨ ـ وكذلك : (لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ. لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ) (٧٤ : ٢٨) فإنها ما تبقى ويبقى فيها من يصلى ـ طبعا ـ لا تبقي من يصلاها حيا مرتاحا حيث تظلم عليه حياته ولا تذره ، فلا يموت فيها ولا يحي.
٩ ـ وكذلك (وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) (٢ : ٨٠) حيث الأيام المعدودة المكذوبة هنا ليست هي مطلق المحدودة ، وإنما القليلة التي يعدونها شهرا أو سنة ام ماذا ، فليست ايام عذابهم معدودة كما يزعمون وإنما هم مع أحزابهم فيها خالدون : (بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٢ : ٨١) ثم وعدم مسيس النار إلا أياما معدودة يوحي ببقاء النار ـ في زعمهم ـ وهي لا تمسهم بعد أيام معدودة بأن يخرجوا عنها ، أو لا يعذبوا بعد وان ظلوا هم فيها.
١٠ ـ وكذلك (أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ...) (١١ : ١٦) حيث الحصر ليس حقيقيا ينفي عنهم كل شيء حتى الموت ،