انه نسبي بين الجنة والنار فليس لهم في الآخرة الا النار ، فلا ينافيه فناءهم بفناء النار.
١١ ـ وكذلك (مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً) (١٧ : ٩٧) فإن خباء النار ليس خمودها وإنما هي سكون لهبها بغطاء الرماد وغشاءه ، وأما أنها لا تخمد مع موت من فيها فلا إشارة لها.
١٢ ـ وكذلك (إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً) (٢٥ : ٦٥) يعني لزاما ولا يعني غرام العذاب إلا عدم انفكاكه عن أهل النار ، دون دلالة على الابدية اللانهائية. وانما عدم انفكاكه عنهم وهم أحياء فيها أم خارجون عنها.
هذه تمام الآيات التي قد يظن دلالتها على الابدية اللانهائية في النار ولا دلالة فيها ولا اشارة ، ثم ادلة العقل والعدل والآيات في تسوية العقاب والعصيان وآية الاحقاب ام ماذا؟ كل ذلك تحدد أمد العذاب وتفسر ابد العذاب ، ثم ولا يصغى الى أحاديث مختلقة هنا تخالف هذه البراهين (١).
__________________
(١) البحار ٨ : ٣٤٦ في الصادقي انه بلغنا انه يأتي على جهنم حين يصطفق أبوابها فقال لا والله انه الخلود ، قلت : (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) ، فقال : هذه في الذين يخرجون من النار.
وفي العلل (١٧٧) عنه (عليه السلام) سئل عن الخلود في الجنة والنار فقال : انما خلد اهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا لو خلدوا فيها ان يعصوا الله ابدا ما بقوا فالنيات تخلد هؤلاء وهؤلاء ثم تلا قوله تعالى : قل كل يعمل على شاكلته قال على نيته. وروى فضالة عن عمر بن ابان قال سمعت عبدا صالحا يقول في الجهنميين انهم يدخلون النار بذنوبهم ويخرجون بعفو الله.
وفي التوحيد للصدوق عن الصادق (عليه السلام) عن آباءه عن امير المؤمنين (عليه السلام) قال : جاء يهودي الى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وسئل عنه يا محمد! ان كان ربك لا يظلم فكيف يخلد في النار ابد الآبدين من لم يعصه الا أياما معدودة؟ قال : يخلده على نيته فمن علم ان نيته إنه لو بقي في الدنيا الى انقضاءها كان يعصي الله عز ـ