ولو ان الخلود يعني البقاء دون زوال ، فلان آيات الخلود انما تدل على الخلود في النار لا خلود النار ، فلا دلالة فيها الا على الخلود فيها ما دامت
__________________
ـ وجل خلده في ناره على نيته ونيته في ذلك شر من عمله الى ان قال : والله عز وجل يقول : قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً (لتوحيد باب الأطفال ص ٣٩١).
أقول : ان النية التي تتبع العقيدة او العمل فالجزاء باعتبارهما لا النية واما النية الخالية عن العمل ففي خيرها ثواب وليس في شرها عقاب.
هنا نية وعقيدة وعمل ، والعمل مرتبط بالعقيدة والنية ، واما النية بلا عمل فلا عقاب عليها وان كان فيها ثواب ولا نجد في القرآن سببا للثواب او العقاب الا الايمان والعمل الصالح والكفر والعمل غير الصالح ، ومجال النية انما هو العمل لا غير.
وفي ج ٢ علم اليقين للفيض الكاشاني ص ١٠٨٢ عن البخاري تفسير سورة مريم ج ٦ ص ١١٨ والمسند ج ٣ ص ٩ عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) انه قال : يؤتى بالموت كأنه كبش أملح فينادى فيقال : يا اهل الجنة هل تعرفون الموت فينظرونه فيعرفونه فيقال لأهل النار : تعرفون الموت فينظرونه ويعرفونه فيذبح بين الجنة والنار ثم يقال : يا اهل الجنة خلود بلا موت ويا اهل النار خلود بلا موت فذلك قوله عز وجل : (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ) ، وعن الباقر (عليه السلام) ما يقرب منه (البحار ج ٨ باب ذكر الموت).
قال الفيض : لا خلاف بين اهل العلم ان الكفار مخلدون في النار الى ما لا نهاية له كما هو ظاهر الكتاب والسنة.
وفيه ما رواه العامة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) انه قال : سيأتي على جهنم زمان ينبت في قعرها الجرجير وفي المحاسن (٥١٨) نظر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الى الجرجير فقال : كأني انظر الى بيته في النار.
وفي التوحيد (٤٠٦) عن الصادق (عليه السلام) من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجز له ومن أوعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار.
وعن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ان الله خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة فجعل في الأرض منها رحمة بها تعطف الوالدة على ولدها والبهائم بعضها على بعض والطير وأخر تسعة وتسعين الى يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة مائة(ابن ماجة كتاب الزهد الباب ٣٥ ج ٢ ص ١٤٣٥).