أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) وفي النهاية : (وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) حكمة عملية مربوطة بحكمة عقيدية كما الحكمة كلها تربط هكذا : ختام يشبه البداية في هذه الحكمة العملية ، محبوكة الطرفين ، موصولة بالقاعدة الكبرى في أضلاع الإسلام «التوحيد» حيث القرآن يقيم عليها الحياة كل الحياة. توحيدا عمليا ينبع من العلمي والعقائدي : الا تعبدوا الا إياه ، لا عقليا ولا عقيديا لا يعدوا الضمير الى الحياة العملية ، وفي الحكم المسبقة في هذه الآيات مجموعة من الحكم : عقلية عقيدية : (٢٣ و ٢٩) واجتماعية : (٢٣ و ٢٥) وسياسية واقتصادية : (٢٦ ـ ٣٠ و ٣٥) وانفسية : (٣١ و ٣٣) وخلقية : (٣٢ و ٣٤ و ٣٧) وعلمية : (٣٦) تجمعها الحكمة العقلية والعملية!.
وقد تتوحد خيرا كثيرا : (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) (٢ : ٢٦٩) وفي الدعوة : (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) (١٦ : ١٢٥) ولحدّ كأنها القرآن كله : (حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ) (٥٤ : ٥) من علمية وخلقية وتربوية عقيدية وعملية ، من فردية وجماعية ، من سياسة واقتصادية ام ماذا فكله حكمة إن الحكمة هي القاعدة الكبرى في مربع الدعوة : (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ) (٢ : ١٢٩) وفي مثلث السلطة العادلة : (وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ) (٢ : ٥٢) (وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ) (٣٨ : ٢٠) وفي مثنى النعمة : (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَالْحِكْمَةِ) (٢ : ٢٣١) والرسالة (لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) (٣ : ٨١) والحكمة كلها فيه.