هي مع الملك كونا وكيانا ، وهو كل خلق لا يرى ومنه الروح أيا كان ، ومنها ما ينفصل عن الملك كونا وكيانا وهي ما عند الله من حقيقة الإرادة التكوينية ومنها.
فكما تتسلل سلالة من الوردة هي العطر ثم تمزج بالوردة غير المزج الاول ، فالعطر كان مع الوردة ما كانت وردة ، ثم أخذ عصرا عنها كسلالة ، ثم مزج بالوردة ، فالعطر أولا هو الوردة كجزء منها مزيجة ، وثانيا هو خلق آخر مزج في الوردة ، وهنا يصح القول في عطر الوردة : (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) وإن كان بين الوردة وعطرها ، والبدن وروحه بون ، حيث البدن ظاهرا هو البدن قبل تسلل الروح منه وبعده ، دون الوردة!
فآية الإنشاء تجعل الروح سلالة لطيفة من البدن بعد اكتماله ، كما تجعل النطفة سلالة من طين ، وبينهما عوان في السلالات التكاملات ، والروح بأصله مخلوق مع سلالة النطفة من طين ، ولكنما الفعلية الروحية الحيّة ليست إلّا بعد (فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً) بتراخ كما توحي به «ثم».
فكما «ثم» في تسلل النطفة من طين تتطلب تراخيا ، كذلك «ثم» في تسلل الروح من البدن ، ومن ثم التكاملات العوان بين ذلك متفرعة على بعض بالفاء ، لا للفصل الزمني فحسب ، بل والفصل في المكانة ، فأين طين ومني يمنى سلالة من طين ، ونطفة تجعل في قرار مكين ، ومن ثم أين الخلق الاوّل من الإنسان المكتمل في الهيكل البدني واين الخلق الآخر : روحه المتسلل من ذلك الهيكل؟
ومحتملات إنشاء الروح بعد اكتمال البدن كالتالي :
١ ـ انشأه الله لا من شيء كما المادة الاوّلية؟ ولا يناسبه «أنشأناه» فإنه إنشاء ثان للبدن ، وليس إنشاء بسيطا للروح لا من شيء!