٢ ـ أنشأه الله من شيء غير البدن ، مجردا ام مادة؟ وكذلك الأمر! ٣ ـ أنشأه الله من شيء ذاته سبحانه؟ فكذلك! إضافة الى استحالته الذاتية وان (الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) لا» «من شيئه الذاتي»!.
٤ ـ انشأه الله من شيء بدنه ، إنشاء مركبا يعني تبديل البدن بعد خلقه الاول خلقا آخر بتمامه؟ والبدن هو البدن فأين الآخر؟!
هكذا ولكنه تبديل لأجزاء لا نعلمها من البدن الى روح ، ثم نفخه فيه لا ككونه قبل إنشاءه الثاني فانه الخلق الاوّل ، وإنما تبديلا لألطف اجزاءه ، ام تلطيفا لما يصلح إنشاءه روحا ، ثم نفخه فيه ، فهو الإنسان المنشأ خلقا آخر حيا يعقل ، بعد ما انشأ خلقا اوّل ميتا لا يعقل ، اللهم إلّا في حياة نباتية وحيوانية جرثومية هما مع النطفة الى العظام وكسوها لحما ، فميزة الخلق الآخر ليست بذلك البدن بروحيه حيوانا جرثوميا ونباتيا ، وانما بالروح الإنساني عقلا والروح الحيواني للإنسان.
هذه آية محكمة بيانا مكينا متينا كما نفهم لكيان الروح ، أنه منشأ من البدن بعد اكتماله : فمنفوخ فيه بعد انفصاله ، كما تدل عليه آيات النفخ ، إذ يتطلب كونه خارج البدن حتى يصح نفخه فيه ، وآية الإنشاء تحكم بخلقه من البدن ، ونتيجة التجاوب بينا هي إنشاءه من البدن ثم نفخه فيه!
هذا ومن ثم آيات النفخ (١) والبعض من روايات الروح «انه جسم
__________________
(١). فالتي تقول «وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي» «وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ» تدلنا على ان الروح تمكن في البدن ، لا خارجه ولا دون مكان ، والمجرد عن الجسم ليس له مكان ، حيث المكان أيا كان محدود والمجرد لا محدود ، ثم الروح الماكن في البدن له حدود وابعاد مثل ما للبدن ام اقل ولا حدود وابعاد للمجرد عن المادة.