وعدم ضوء الشمس ، والنهار مبصر بضوئها : «وجعل شمسها آية مبصرة
__________________
ـ هو السواد الذي في جوف القمر ورواه مثله عن أبي الطفيل عن الامام علي (عليه السلام) فقال له ابن الكوا فما هذا السواد في القمر؟ قال : أعمى سأل عن عمياء أما سمعت الله يقول (فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً) فذلك محوها.
وفي الاحتجاج للطبرسي رواه مثل الأخير عن الأصبغ بن نباتة قال قال ابن الكوا لأمير المؤمنين :
وفي الدر المنثور ٣ : ١٦٦ ـ اخرج ابن حاتم وابن مردويه بسند واه عن ابن عباس (رضي الله عنه) عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حديث فأرسل جبرئيل فامر جناحه على وجه القمر وهو يومئذ شمس ثلاث مرات فطمس عنه الضوء وبقي فيه النور فذلك قوله (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ) أقول : نتفهم هذا الحديث الا ـ وهو يومئذ شمس ثلاث مرات ـ وفيه اخرج البيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر عن سعيد المقبري ان عبد الله بن سلام (رضي الله عنه) سأل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن السواد الذي في القمر فقال : كانا شمسين فقال : قال الله (... فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ ...) فالسواد الذي رأيت هو المحو واخرج مثله ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أب يحاتم وابن الأنباري في المصاحف عن علي (عليه السلام) في الآية : قال : هو السواد الذي في القمر واخرج ابن مردويه عن علي (عليه السّلام) في الآية قال : كان الليل والنهار سواء فمحى الله آية الليل فجعلها مظلمة وترك آية النهار كما هي واخرج ابن عساكر عن علي بن زيد (رضي الله عنه) قال : سأل ابن الكوا عليّا (رضي الله عنه) عن السواد الذي في القمر قال : هو قول الله تعالى: (فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ).
أقول : حاصل ما قد يصدق من هذه المجموعة ان الشمس والقمر في بادية خلقهما كانا نيرين كبعض مع اختلافهما في الحجم ـ حيث المحو هو محور النور لا الجرم ـ فمحي الله القمر من ضوءه حتى أصبح نورا وجعل الشمس ضياء : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) (١٠ : ٥) فقد كانت شمسا دون هذه الضياء وكان قمرا دون هذا النور ، فضياء الشمس ونور القمر مجعولان.
وقد ينافي محو القمر هكذا ان نوره مكتسب من ضوء الشمس ولا نور له من نفسه كما ـ