(وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً)(٥٤).
(وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا
__________________
ـ أقول : فظن المواقعة من هذه المسيرة كما قلناه انهم يرونهم قريبين إليها من جهة وبعيدين من اخرى فظنوا قربها (أَنَّهُمْ مُواقِعُوها) فاسم الفاعل دليل الوقوع حالا رغم استقبال الوقوع مسيرة أربعين سنة في مرآهم!
ففي ٦٢ موضعا من القرآن ذكر فيها الظن بمختلف صيغة لا نجد ظنا بمعنى اليقين كما العلم واليقين لا نجدهما في ساير القرآن بمعنى الظن ، ولماذا يستعمل كل في الآخر أحقيقة وليس بها ام مجازا ولا مجوز محسنا له ودون اية قرينة ، وحتى لو كانت ما كانت محسنة لمجازه!.
ولو تأملوا فيها تأولوه بالعلم واليقين لرجعوا الى معنى الظن دون تأويل وإليكم موارد من ٦٢ موضعا : (١) (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) ٢١ : ٨٧ ـ ظن بربه خيرا أن لن يضيق عليه بذهابه عن قومه مغاضبا ، فلا موضع هنا لليقين ، حيث المقام محتمل الضيق جزاء ذهابه عن قومه ، ولكنه ظن لحسن ظنه بربه ، ف (الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ) (٤٨ : ٦)!
(١) (إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ) ٦٩ : ٢٠ وهو ظن من اوتي كتابه بيمينه وملاقاته حسابه هو لقاء ثوابه ، وظنه تواضع منه وحسن ظن بربه ، فاليقين منه كان مطالبة حق ثابت.
(٢) (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ ، تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ) ٧٥ : ٢٥ ـ فانها ترجو رجاء كاذبا ألا يفقرهم العذاب تنحيا عن فقاره ام عن اصل العذاب.
(٣) (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) : (٢ : ٤٦) في وصف الخاشعين وهو ظن القلب حيث الخشوع فعل القلب ، وظن القلب يوازي يقين العقل ثم وفي ثالث اليقين (حَقُّ الْيَقِينِ) يصبح يقينا في القلب كما في العقل وقد يعنيه :
(٤) (قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ) ٢ : ٢٤٩ ، أفهل يكون صحيحا او فصيحا حمل الظن في هذه الخمس على اليقين دون قرينة إلا عدم التأمل ضمن ٦٢ موضعا من القرآن العظيم؟