كُفُوراً) (١٧ : ٨٩) (١).
ومهما كان الإنسان اكثر شيء جدلا ف (لَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ) لكل جدل مثلا يواصف المقصود بما يمثله ويقرّبه الى الأفهام تحقيقا للحق المرام.
فأية صورة من جدل الإنسان لا تقوى دحضا لمثل القرآن حيث يضرب إلى إعماق البرهان ، فطرة وعقلا وحسا حيث لا تبقى باقية ، مهما بغت جدال الإنسان باغية ، فأين مثل من جدل ، وهطل من وحل!
هنا نعرف مدى جدل الإنسان في حق او باطل ، فهو (أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) من شيء الملائكة في حق ومن شيء الجن في حق او باطل ، ومن شيء كائن يوازي الإنسان أيا كان!
انسان الحق يجادل في التفتيش عن الحق وتحقيقه بكل مثل ، وإنسان الباطل يجادل في تهديم صرح الحق وتحقيق الباطل ، وأمثال القرآن تحلّق في أجواء الباطل لإبطاله ، وفي أجواء الحق لإحقاقه ، دحضا لحجج الباطل دون إبقاء ، وقفزا لتحقيق الحق دون إبقاء.
ان مثل الحق صيغة سائغة للتصريف بمختلف الصيغ ، والله يصرف مثل الحق إلى كافة الصيغ السائغة لتنظيم جدل الإنسان فتقويم حقه وتحطيم باطله!
(وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلاً)(٥٥).
موانع مخيّرة لا مسيّرة تصدّ عن الايمان والاستغفار ، من أمنعها التّرف والاستكبار : (وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلَّا أَنْ قالُوا
__________________
(١) مضى تفسيرها في الاسراء فلا نفصله هنا ـ