والعمرة ثم الله يفرج عن المستضعفين ويبدلهم من بعد خوفهم أمنا ، وليس هذا إلّا في الإفساد الاسرائيلي الثاني حيث تملأ الأرض ظلما وجورا ثم تملأ قسطا وعدلا.
وكما يظهر من حديثه الاخر «فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج أرسل الله تعالى جبرئيل فرفع من الأرض القرآن والعلم والحجر من ركن البيت ومقام ابراهيم وتابوت موسى بما فيه .. (١) يظهر أن الأرض يومئذ تملأ ظلما حتى فيما بين المسلمين لحد كأن القرآن رفع عنهم والعلم ، ولن يرفع عن كونه بينهم وإنما عن كيانه!
وقد يعني حديث النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن فتح الردم أن لفتحه مراحل أخيرتها المرة الأخيرة من الإفساد الإسرائيلي اليأجوجي : «لا إله إلّا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق ـ قلت يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال : نعم إذا كثر الخبث (٢)
ف (يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ) مثال عن كل أمة شريرة ، ولفتحهم مراحل عدة اخيرتها التي هي أوسعها تواطئ الإفساد العالمي الأخير الإسرائيلي ، «إذا كثر الخبث» لحد ملئت الأرض ظلما وجورا!
فلقد أخذ ذلك الفتح يتسع منذ الرسول كلما كثر الخبث حتى القرن السابع من الهجرة ففتح شبه العالمي بالمغول والتتار ، ثم يتسع اكثر واكثر
__________________
(١) سفينة البحار للمحدث القمي ج ١ ص ١١ ويدلج ، النبوي.
(٢) الدر المنثور ٤ : ٢٥١ ـ اخرج البخاري عن زينب بنت جحش قالت استيقظ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) من نومه وهو محمر وجهه وهو يقول : (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ ...) واخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال : فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد بيده تسعين.