في هذين الإفسادين العالميين وأقواهما الأخير بعلو كبير ، تتساعد فيه كافة السواعد الطاغية من مشارق الأرض ومغاربها مهما كان الإسرائيليون هناك أصلاء أم أقوى الأصلين أم ماذا؟
(فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (٩٨) وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً (٩٩) وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً)(١٠٠).
ان النفخ في الصور هو الناقور مرتان ، أولاهما هي نفخة الإماتة وأخراهما نفخة الإحياء (١) : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ) (٣٩ : ٦٨) وعلّ هذه نفخة الإحياء (فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً) او ان «جمعا» يعني جمعي الإماتة والإحياء كما النفخ يجمع الجمعين ، نفخة أولى يجمعهم الى الموت ـ ونفخة اخرى يجمعهم بعد جمع الموت إلى الحياة ، فيوم القيامة ككل ـ قيامة الإماتة والإحياء ـ إنه يوم الجمع (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ) (٦٤ : ٩) (وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ) (٤٢ : ٧) جمعا الى موت ثم جمعا الى حياة ومن ثم جمع الحساب فالثواب والعقاب :
(وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً)(١٠٠)
في جمع الإحياء وبين جموع الأحياء تعرض جهنم للكافرين عرضا للعقاب بعد العرض على الرب للحساب : (وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونا كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً) (١٨ : ٤٨) (أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ) (١١ : ١٨) ثم لا عرض
__________________
(١) راجع ج ٣٠ ـ الفرقان ص ٣٤ حول الآية «يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ»