أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ) (إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ)!
ثم هذه الآية الوحيدة تحمل توحيدات عدة : ١ ـ توحيد محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) في البشرية كونا وكيانا (إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) ٢ توحيد نبوته المحتصرة في وحي الله (يُوحى إِلَيَّ) ٣ ـ توحيد الله في كافة شؤون الالوهية : (أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) ـ ٤ ـ توحيد اللقاء فلا يرجوا الموحد إلا لقاءه : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ) ـ ٥ ـ توحيد العمل في الصالح لذلك اللقاء : (فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً) : ـ ٦ ـ وتوحيد العبادة لله : (وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)!
١ ـ ف «قل إنما أنا في البشرية مثلكم» «يوحى الي». ولكن خصني بالنبوة دونكم» (١) لا أزيد ولا انقص عن نوع البشر كما يقتضيه «انما» بحصرها كيانه (صلّى الله عليه وآله وسلم) في البشرية المماثلة.
٢ ـ (يُوحى إِلَيَ) وانا في النبوة كسائر من يوحى اليه مهما كانت بيننا درجات ، ليس نازلتها خارجة الوحي ، ولا عاليتها أعلى من الوحي ، وليس الوحي إلّا اتصالا علميا معرفيا وعمليا خارق العادة المستمرة بالله.
٣ ـ ومادة الوحي (أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) : هي ترك الإشراك في كافة دركاته وهي هي الحجب كلها ، التي تحول دون لقاء الرب ، فاللقاء المعرفي الزلفى للرب ، ولقاء رحمات الرب ، لزامه خرق الحجب الإشراك في كافة دركات الإشراك! لترقى درجات اللقاء ، فاختراق كل دركة ارتقاء الى درجة ، كما اختلاق كل دركة تنزل عن درجة فهنالك كفر وبعد
__________________
(١) نور الثقلين في الاحتجاج للطبرسي عن أبي محمد الحسن العسكري قال قلت لابي علي بن محمد عليهما السلام ـ الى ان قال : (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) يعني آكل الطعام (مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) يعني : قل لهم : انا في البشرية مثلكم ولكن ربي خصني بالنبوة دونكم ...