((٦) وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) فالمشرك بالله لا يعبد الله ، وطالما المؤمن يعبد الله دون اشراك في الالوهية ، ولكنه قد يشرك في العبودية رئاء او سمعة إمّا ذا : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ).
عبادة الرب لها جنبات قوامها النيات ، ثم ظواهرها ومظاهرها ، فلا إشراك في نفس العمل في نفسه او مقدماته ولا في نيته باعثا ولا غاية في أية زاوية من مثلث الزمان ولا إشراك فيها لأحد حتى نفسه أن يعبد ربه حظوة روحية او ثوابا أو فرارا عن عقاب أم حالة خارقة للعادة تحصل لبعض العابدين ، فالعبادة الصالحة للقاء ربه مطلقا متحللا عن أية واسطة ، هي المتحللة عن أي إشراك كما يقول أهلها «ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك بل وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك»!
فالعمل العبادي بادئ من أسفل الدركات الى أعلى الدرجات وبينهما متوسطات ، من عبادة باطلة ، ثم صحيحة غير مقبولة غير قابلة للقاء ربك ، ثم مقبولة قابلة ولكنها درجات الى مقام التدلي. «او أدنى» وهو أعلى الدرجات.
ومن أسفل الدركات العبادة الباطلة علانية وسرا ، حيث تفقد شروط الصحة في ظاهرها ، والنية الخالصة الصادقة في باطنها ، ثم الفاقدة لإحداهما ..
والفاقدة لصالح النية هي التي يؤتى بها رئاء حين يؤتى ، أم بعد حين حيث يحب أن يظهر بعد خفاء ويحمد عليه فتشملها الرئاء ، ف «الإبقاء على العمل أشد من العمل إن الرجل ليعمل فيكتب له عمل صالح معمول به في السر يضعف أجره سبعين ضعفا فلا يزال به الشيطان حتى يذكره للناس ويعلنه فيكتب علانية ويمحى تضعيف أجره كله ثم لا يزال به الشيطان حتى يذكره للناس. الثانية ويحب أن يذكر ويحمد عليه فيمحي من