رغم اختلاف دركات الرئاء.
فان كانت عبادة واجبة بطلت ، وان كانت مستحبة سقطت ، وعلّ الاخيرة صحيحة لأنك فيها تائب عما نويت.
ف (لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) لا تنحصر بحال العمل ، بل تشمل كل الأحوال ، فمن مات عن عمل ولم يشرك به غير الله ، فهو صالح خالص لله ، ومن مات عن عمل أشرك به غير الله لم يكن صالحا ، سواء أتى به حينه مراءاة الناس ، أم اخبر به قبل او بعد وقد أتى به سرا ، أم ولم يخبر ولكنه كان يحب أن يراه الناس (١) ، كل ذلك رئاء الناس مهما اختلف الرئاء فيها.
ثم ما وقع رئاء لا ينقلب عما وقع ، وما وقع صالحا دون رياء ينقلب الى رياء إذا استقبله الرئاء ، ولا ينقلب رئاء إن كانت بنية صالحة مهما تقدمه الرئاء.
فمهما أشرك العابد في عبادة ربه أحدا سوى ربه ، فعمله ـ إذا ـ غير صالح ، حتى إذا كان هذا الأحد نفسه أنه يرتاح ويبتهج نفسيا من هذا العمل ، اللهم إلّا إذا كانت رياحة في مرضات الله دون شهوة النفس ، فضلا عما إذا ارتاح برئاء الناس ، أظهر لهم عملا أم أسرّ عنهم ف «إذا جمع الله الأولين والآخرين ببقيع واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي قال أنا خير شريك كل عمل عمل لي في دار الدنيا كان لي فيه شريك فأنا أدعه اليوم ولا أقبل اليوم إلا خالصا ..» (٢)
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٢٥٥ ـ اخرج هنا دفي الزهد عن مجاهد قال جاء رجل الى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقال يا رسول الله : أتصدق بالصدقة والتمس بها ما عند الله وأحب ان يقال لي خيرا فنزلت : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا ..)
(٢) المصدر اخرج الطبراني عن شداد بن أوس قال قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) : ... ثم قرأ (إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً ـ