الثلاثة مواطن وآمن روعته فقال (وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) وقد سلّم عيسى بن مريم على نفسه فيها» (١) فسلام الولادة والموت سلام طول حياة التكليف ، وسلام البعث حيا هو سلام الخلود في عطاء غير مجذوذ ويعني مثلث السلام للمسيح (عليه السلام) اكثر مما يعنيه في يحيى ذودا عن ساحته فيها لا مزيدا لسلامه فيها (٢).
و «سلام» في إرساله يعم كلّ سلام من كل مسلّم : من الله في رحمتيه ، ومن الملائكة طلب الرحمة كما في سائر المرسلين والصالحين ، ومنه نفسه كلّما يقدمه لكل سلام منذ الحكم حتى الموت ، ومن سائر الناس ان يعتقدوا فيه كل سلام. إذا فهو في مربع السلام تكوينا وتشريعا لا يجوز لأحد ان يقول فيه غير «سلام»! وهل يوجد بين الأتقياء أتقى من يحيى؟ علّه نعم فانه لم يكن من أولي العزم مهما بلغ من تقاه ، ثم القرآن يصرح بان الرسول محمدا (صلّى الله عليه وآله وسلم) اوّل العابدين! او علّه لا إلا محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) مهما سبق سائر اولي العزم في سائر عزمهم على يحيى ، ولكنه اتقى منهم (٣) ام هم على سواء إلا خاتمهم (صلّى الله عليه وآله
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٣٢٧ ح ٣٨ عيون الاخبار باسناده الى ياسر الخادم قال : سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول : ان أوحش.
(٢) يأتي تفصيله في سلامات المسيح بعد قليل.
(٣) ويتبع محمدا (صلّى الله عليه وآله وسلم) اهل بيته المعصومون (عليه السلام) وقد تظافرت الرواية عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) في فضل يحيى ففي الدر المنثور ٤ : ٢٦٢ ـ اخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن خزيمة والدار قطني في الافراد وابو نصر السنجري في الابانة والطبراني عن ابن عباس قال كنا حلقة في مسجد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) نتذاكر فضائل الأنبياء ، فذكرنا نوحا وطول عبادته وذكرنا ابراهيم وموسى وعيسى ورسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فخرج ـ