وسماحته (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (٦٨ : ٤) وكيف يطرد المؤمنين رغبة في ايمان المستكبرين ، ثم وأين ايمان من ايمان لو صدقوا وآمنوا! سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم!.
إنما يأمره ربه بما يأمر وينهاه عما ينهى تثبيتا للمؤمنين وتنديدا بالمستكبرين ، وتبعيدا لهم عن اقتراحهم عليه من طرد المؤمنين ، لا أنه طرد ثم نهي! ف (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (٨ : ٦٤) (.. وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) (١٥ : ٨٨) .. (لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (٢٦ : ١٥) وهو (يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ ..) (٩ : ٦١)! (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٩ : ١٢٨)!.
فانه لا تقوم الدعوات الرسالية إلا على من يعتنقونها إيقانا وايمانا مهما كانوا فقراء دون من يعتورونها متاجرين بها يمشون معها ما تمشيهم في شهواتهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون!.
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ) وكيف «نفسك» مفعولا والصبر لازم حيث يتعدي بواسطة؟ ان الصبر وهو الحبس متعد الى مفعول محبوس به ، مهما يتعود تعديته بمحبوس فيه او عليه او معه أم ماذا؟ فاصبر نفسك في الحياة الدنيا على مشاقها وحرماناتها (مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ) صبرا في الله ولله والى الله!.
كل إمساك واحتباس في ضيق صبر ، منه ممدوح ومنه غير ممدوح ، والصبر مع المؤمنين احتباس للنفس عن الشهوات وتحرير لكافة الطاقات النفسية في التقدم معهم إلى قمة الايمان بمواصلة المجاهدات وتحمل الحرمانات!.
وما هي النفس المحمدية المأمورة بالصبر معهم؟ إنها كله (صلّى الله عليه وآله وسلم) من روحه وجسمه ، بعقله وصدره وقلبه ، في حله