مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً (٣٧) لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً) (٣٨).
هل أنت كافر بمثلث : (خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً)؟ وأنت مقرّ انه ربك (وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي)!.
الصاحب المؤمن الفقير لا يهاب في حواره صاحبه الكافر النكير ، فلا يبالي مالا ولا نفرا ، ولا يداري ثراء ولا بطرا ، ولا يماري إلّا مراء ظاهرا وجدالا بالتي هي أحسن بصامد الايمان وخالص اليقين والاطمئنان ، بتنديد شديد وتبديد حديد هدم صرح كفره ، تزييفا لموقفه الكافر وتثبيتا لموقفه المؤمن : (لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي) لا سواه من آلهة مختلفة مختلقة ، هو ربي في حلي وترحالي ، في كافة احوالي ، تتمثل ربوبيته الوحيدة فيّ على أية حال ، دون أن اوحّده في لفظة القول (وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي) ثم أشرك ، به في الفعل : (ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً. وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً. وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً) كأنه رب لربه يملكه ، دون ان يملكه ربه .. لكنا ..
(لكِنَّا ... لا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً) في اي مقال او حال ، في ماض او مستقبل او حال!
أترى «لكنّا» هي لكننا مخففة يعني بها قبيلة الايمان؟ وقد يصح لفظيا ومعنويا ثم يبعده «ربي»! ام هي مدغمة «لكن انا» وهو أقرب ، إعراضا عن الإنية والأنانية المشركة لمحاوره الكافر وتعريفا بكيانه كمؤمن ، ف (هُوَ
__________________
ـ إنه مخدوش بآيتي الكهف ، فالثابت من الصحبة ليس إلّا صحبته في الغار وأما الصحبة الايمانية فلا تثبتها كما قد لا تنفيها اللهم إلّا قوله تعالى : «فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ» حيث اختص سكينته بالرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) دونه وهو بحاجة حين يحزن الى السكينة وقد «أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ» (٩ : ٢٦) و (٤٨ : ٢٦)! راجع تفسير سورة الفتح من الفرقان ج : ٢٦.