اللهُ رَبِّي) بيان واف لكيانه «أنا» واين «انا» من كافر و «انا» من مؤمن؟!
الكافر يجعل «انا» ه محورا رئيسيا وحتى لربه وكما قال (لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً) كأنه يملك ربه ، والمؤمن يجعل «انا» ه لا شيء إلّا ما ربّاه ربه «لكن انا» : (هُوَ اللهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً)!
هنالك ثالوث من «انا» انحسه دعوى الألوهية من غير الله (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى) ثم دعوى الوحدة الحقيقة مع الله «انا هو وهو انا» ثم انا المحور والله الحائر حول هذا المحور ، ثالوث الانحراف والانجراف الى الإنية والأنانية.
وصالحه «أنا هو الله ربي» حيث (لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ) هو الأصل الأصيل ولا خبر عني «انا» إلا ما هباني ربي ، فانا صفر الوجود وهو صرف الوجود ، انا مبتدء هو مبدئه وخبره ومبتدئه ومنتهاه (لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي) وما أحلاه توحيدا (١).
أترى أن صاحبه كان مشركا ناكرا للمعاد لمكان الظنّة الكافرة ذات أبعاد ـ ١ ـ (ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً) تأبيدا للحياة الدنيا ـ ٢ ـ (وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً) ترديدا في الحياة الآخرة ـ ٣ ـ وتنديدا بوعد الله للمؤمنين ووعيده لغير المؤمنين : (وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي ..)!.
أم إنه لم يكن مشركا وثنيا يعبد أصناما ، حيث المشركون ينكرون المعاد
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٢٢٢ ـ اخرج ابن أبي حاتم عن اسماء بنت عميس قال علمني رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) كلمات أقولهن عند الكرب «الله الله ربي لا أشرك به شيئا».