وهو متردد (ما أَظُنُ .. وَلَئِنْ رُدِدْتُ) ولهم ارباب متعددون وهو يقول : «ربي» .. وهم بعاد عن (ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ) إلّا ان يؤمنوا ، وقد رجاه صاحبه ان يقوله!
فهو إذا أشرك بربه بزهوة الثراء والخيلاء كما هو للأغنياء الأغبياء ذوي الانفة والكبرياء ، (وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً) في تمنيه بعد الحسبان تنديد بنفسه ان حسب قوته وجنته تكفيان بقاء بادرار واستمرار لثمره من دون الله ، وهذه حالة شركية تتمثل لكل من جنّته الثراء وإن كان من الموحدين في قوله الخواء. (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ.)
(وَلَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ..)(٣٩)
«لو لا .. قلت : ما شاء الله كائن لا ما شئته أنا (لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ) دونني أنا ، فانا أنما أمشي وأمضي على هامش مشيئة الله ، دونما استقلال في نفسي ولا استغلال لمشيئة الله ، و (ما شاءَ اللهُ) تعم المشيئة التشريعية والتكوينية سواء ، لا شريك له فيهما سواء ، فلا شرعة صالحة الّا من الله ، ولا تكوين أيا كان إلّا من الله ، من خير ف «الخير كله بيديه» ومن شر ف «الشر ليس اليه» لان تكوينه ـ أيا كان ينتهي الى اذنه ، فلو لا إذنه أخيرا بعد اختيار المختار لم يحصل إذ «لا مؤثر في الوجود إلا الله» :
فانه «لا جبر ولا تفويض بل امر بين أمرين».
ليست الاختيارية في فعل إلّا بمقدمة او مقدمات اختيارية ، لا أنه بمقدماته كلها اختيارية ، مهما اختلفت الأفعال الاختيارية ثوابا وعقابا بقلة او كثرة في مقدماتها الاختيارية والاضطرارية ، فما يشاءه الله من شر أنت تفعله باختيارك لا يصبح اضطراريا لأنه شاءه ، إذ ما شاءه إلّا بعد ما شئته ولكي لا تجبر على ترك الشر كما ولا تجبر على فعله وفعل الخير او تركه ، مهما يمتاز