الدّارين والتوسعة قد تفضي الى قصد الأعداء والانهماك في حبّ الدنيا ولذلك ذمّه على قوليه وردعه كلّا وقرئ أكرمن وأهانن بغير ياء وبالتشديد في قدّر.
(١٧) كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ.
(١٨) وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ أي بل فعلهم أسوء من قولهم وادلّ على تهالكهم بالمال وهو انّهم لا يكرمون اليتيم بالتفقّد والمبرّة واغنائهم عن ذلّ السؤال ولا يحثون أهلهم على طعام المسكين فضلاً عن غيرهم.
(١٩) وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ الميراث أَكْلاً لَمًّا ذا لمّ اي جمع بين الحلال والحرام فانّهم كانوا لا يورّثون النساء والصبيان ويأكلون انصبائهم أو يأكلون ما جمعه المورّث من حلال وحرام عالمين بذلك.
(٢٠) وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا كثيراً مع حرص وشهوة وقرئ بالتاء في الجميع على الالتفات أو تقدير قل.
(٢١) كَلَّا ردع لهم عن ذلك وما بعده وعيد عليه إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا بعد دكّ حتّى صارت منخفضة الجبال والتلال أو هباءً منبثّاً.
القمّيّ عن الباقر عليه السلام قال : هي الزّلزلة.
(٢٢) وَجاءَ رَبُّكَ أي امر ربّك.
كذا في التوحيد والعيون عن الرضا عليه السلام أي ظهرت آيات قدرته وآثار قهره مُثّل ذلك بما يظهر عند حضور السلطان من آثار هيبته وسياسته وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا بحسب منازلهم ومراتبهم.
(٢٣) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ كقوله وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ.
القمّيّ عن الباقر عليه السلام قال : لمّا نزلت هذه الآية وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ سئل عن ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال أخبرني الرّوح الأمين انّ الله لا اله غيره إذا برز الخلائق وجمع الأوّلين والآخرين أتى بجهنّم تقاد بألف زمام أخذ بكلّ زمام مائة