سُورة الفتح
مدنية عدد آيها تسعٌ وعشرون آية بالإجماع
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(١) إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً.
في المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال : لمّا نزلت هذه الآية لقد نزلت عليّ آية هي أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها.
والقمّيّ عن الصادق عليه السلام قال : سبب نزول هذه السورة وهذا الفتح العظيم انّ الله عزّ وجلّ امر رسوله في النّوم ان يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلّقين فأخبر أصحابه وأمرهم بالخروج فخرجوا فلمّا نزل ذا الحليفة أحرموا بالعمرة وساقوا البدن وساق رسول الله صلّى الله عليه وآله ستّة وستّين بدنة وأشعرها عند إحرامه وأحرموا من ذا الحليفة ملبّين بالعمرة وقد ساق من ساق منهم الهدي شعرات مجلّلات فلمّا بلغ قريشاً ذلك بعثوا خالد بن الوليد في مأتي فارس كميناً ليستقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله وكان يعارضه على الجبال فلمّا كان في بعض الطريق حضرت صلاة الظهر فأذّن بلال فصلّى رسول الله صلّى الله عليه وآله بالنّاس فقال خالد بن الوليد لو كنّا حملنا عليهم وهم في الصلاة لأصبناهم فانّهم لا يقطعون صلاتهم ولكن يجيء الآن لهم صلاة اخرى أحبّ إليهم من ضياء أبصارهم فإذا دخلوا في الصلاة أغرنا إليهم فنزل جبرئيل على رسول الله صلّى الله عليه وآله بصلاة الخوف في قوله عزّ وجلّ وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ الآية في سورة النّساء وقد كتبنا خبر صلاة الخوف فيها فلمّا كان في اليوم الثاني نزل رسول الله صلّى الله عليه