مناقيرها حجر كالعدسة أو نحوها فكانت تحاذي برأس الرجل ثمّ يرسلها على رأسه فيخرج من دبره حتّى لم يبق منهم أحد الّا رجل هرب فجعل يحدّث النّاس بما رأى إذ طلع عليه طائر منها فرفع رأسه فقال هذا الطّير منها وجاء الطير حتّى حاذى رأسه ثمّ ألقاها عليه فخرجت من دبره فمات.
وعن الباقر عليه السلام : أنّه سئل عن قوله تعالى وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً قال كان طير سافّ جاءهم من قبل البحر رؤوسها كأمثال رؤوس السّباع وأظفارها كأظفار السباع من الطير مع كلّ طائر ثلاثة أحجار في رجليه حجران وفي منقاره حجر فجعلت ترميهم بها حتّى جدرت أجسادهم فقتلهم بها وما كان قبل ذلك واتى شيء من الجدري ولا رأوا ذلك من الطير قبل ذلك اليوم ولا بعده قال ومن أفلت منهم يومئذ انطلق حتّى إذا بلغوا حضرموت وهو واد دون اليمن أرسل الله عليهم سيلاً فغرقهم أجمعين قال وما رأى في ذلك الوادي ماء قطّ قبل ذلك اليوم بخمس عشرة سنة قال ولذلك سمّي حضرموت حين ماتوا فيه.
وفي العلل عنه عليه السلام : ما يقرب منه.
وفي قرب الإسناد عن الكاظم عليه السلام : انّ ابرهة بن يكسوم قاد الفيل الى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعث النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال عبد المطّلب انّ لهذا البيت ربّا يمنعه ثمّ جمع أهل مكّة فدعا وهذا بعد ما أخبره سيف بن ذي يزن فَأَرْسِلْ الله عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ ودفعهم عن مكّة وأهلها وفي الأمالي في هذه القصّة زيادات قيل وكان السّبب فيه انّ ابرهة بن الصبّاح الاشرم ملك اليمن من قبل اصخمة النّجاشي بنى كنيسة بصنعاء وسمّاها القليس وأراد بصرف إليها الحاجّ فخرج رجل من كنانة فقعد فيها ليلاً فأغضبه ذلك فحلف ليهدمنّ الكعبة فخرج بجيشه ومعه فيل قويّ اسمه محمود إلى آخر القصّة.
في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : من قرأ في فرائضه ألم تر كيف فعل ربّك شهد له يوم القيامة كلّ سهل وجبل ومدر بأنّه كان من المصلّين وينادي يوم القيامة مناد صدقتم على عبدي قبلت شهادتكم له وعليه أدخلوه الجنّة ولا تحاسبوه