المضمر الهاء ثمّ زيدت عليها الميم ، علامة لتجاوز الواحد من غير اختصاص بالجمع ، ألا ترى الميم موجودة في التثنية : (عليهُما)؟
وأَمَّا الواو فَلإخلاص الجمعية.
وأَمَّا (عليهِمِي) فطريقُهُ : أَنَّهُ كُسِرَتِ الهاءُ لوقوع الياءِ قبْلَهَا ساكنةً.
وضعف الهاء ، فأشبهت لذلك الألف ، لاسيما وهي تجاوزها في المخرج.
لا بل أبو الحسن يَدَّعي أَنَّ مخرج الأَلِفِ هو مخرجُ الهاءِ البتة. فَكَما أنَّ الياءَ الساكنة إذا وقعتْ قبلَ الألِفِ قلبتَها ياءً نحو قولِك في تصغير كتاب : كُتَيّب كذلك كُسِرتِ الهاءُ فكانَ انكسار الهاءِ للياءِ قبلها تغييراً لحقها لهما ، كما أَنَّ انقلابَ الألفِ ياءً لمكانها تغييرٌ لَحِقَهَا من أَجلِهَا ، فصارَ اللفظُ بها من بعدُ عليهِمُو ، فَكَرِهُوا الخروجَ من كسر الهاء إلى ضَمِّ الميمِ ثم الواو من بعدها فكسروا الميمَ لذلك فصارت عليهِمِو فانقلبتِ الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فصارت عليهِمِي.
ومن كسَر الهاءَ وضمَّ الميمَ وحذفَ الواوَ فقال : (عليهِمُ) فَإنَّهُ لما انتهتْ بهِ الصَّنعَةُ إلى كسرِ الهاءِ احتملَ الضَّمَّةَ بعدَ الكسرةِ لأِ نَّها ليستْ بلازمة إذ كانت أَلِفُ التثنية تفتحها ، لكنَّهُ حذفَ الواوَ تفادياً من ثقلها مع ثقل الضَّمَّةِ التي تجشَّمَها. ومن قرأ (عليهُمُ) بضم الهاء والميم فإنّه حذف الواوَ تخفيفاً
__________________
شِئتَ حَذَفْتَ ، وإنْ شِئتَ أثبَتَّ ، فَإنْ حَذَفْتَ أَسْكَنْتَّ الميمَ فالإثبات : عَليَكُمُو ، وأَنتُمو ذاهِبون ولديهمي مالٌ فأَثبتوا كما تثبتُ الألفَ في التثنية إذا قلت : عَليكُما وأَنَتما وَلَدَيْهما.
انظر : الكتاب : ٢ / ٢٩٢ وانظر : التكملة : ٣٦ وما بعدها.