وتطوَّرَ الاحتجاجُ للقراءات في القرن الثالث (١) وَكَثَرَتِ المؤلّفاتُ فيه ، ويُعدُّ أبو عبيد القاسم بن سلاّم (٢) (ت / ٢٢٤ هـ) أَوَّلَ إِمام مُعتبر جمع القراءات وقد جعلها خمساً وعشرين قراءة (٣).
ويرى ابن الجزري (٤) (ت / ٨٣٣ هـ) أَنَّ أَبا حاتِم السَّجستاني (ت / ٢٥٥ هـ) أَوَّلَ من صنّفَ في القراءات (٥) ، لكنْ يرى بعضُ الباحثين المعاصرين أنَّ هارونَ (ت / ١٧٠ هـ) يُعَدُّ الخطوة الأُولى في تأْ لِيف القراءاتِ والاحتجاج لها (٦).
ونرى أَنَّ يحيى بن يَعْمَر (ت / ٨٩ هـ) وعيسى بن عُمر (٧) (ت / ١٤٩ هـ) قد أَلّفا في القراءات (٨) وهما أقدمُ من هارون الأَعور.
__________________
(١) رصد بعضُ الباحثين الكتب التي أُ لّفت في هذا المجال.
انظر : مثلاً قراءة ابن كثير وأثرها في الدراسات النحوية : ٦٠ وما بعدها.
(٢) هو أبو عبيد القاسم بن سلاّم الخراساني أحد أعلام المجتهدين وصاحب التصانيف في القراءات والفقه والشعر. انظر : مراتب النحويين : ٤٨ وطبقات النحويين : ١٩٩ ونزهة الالباء : ١٠٩ وغاية النهاية : ٢ / ١٨.
(٣) النشر : ١ / ٣٣ وكشف الظنون : ٢ / ١٧٣٠.
(٤) هو محمّد بن محمّد بن محمّد بن علي ابن الجزري ولد (سنة / ٧٥١ هـ) في دمشق ومن أشهر مؤلّفاتِه النشر في القراءات العشر وغاية النهاية في طبقات القرّاء ومنجد المقرئين وغيرها. انظر : غاية النهاية : ٢ / ٢٤٧.
(٥) غاية النهاية : ١ / ٣٢٠.
(٦) أبو علي الفارسي : ١٥٥.
(٧) هو عيسى بن عمر الثقفي مولاهم من أعلام نحاة البصرة أَلّف كتباً كثيرةً منها الإكمال والجامع. انظر : مراتب النحويين : ٤٣ وطبقات النحويين : ٤٠ وغاية النهاية : ١ / ٦١٣.
(٨) تاريخ التراث العربي : ١ / ١٤٨.