(والَّذِينَ يَتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ) (١) بفتح الياء.
قَالَ ابنُ مجاهد : وَلاَيقرأُ بِهَا (٢).
قالَ أَبو الفتحِ : هذا الَّذِي أَنكره ابنُ مجاهد عِندِي مُستَقيمٌ جائزٌ وذَلك أَنَّهُ على حذفِ المفعولِ ، أَي : والَّذِينَ يَتَوَفَّوْنَ أَيَّامَهُم أَوْ أَعْمَارَهُم أَوْ آجَالَهُمْ كَما قَالَ سبحانه : (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ ...) (٣) و (الَّذِيَنَ تَتَوَفَّاهُمُ الملائِكةُ) (٤) وَحَذْفُ المفعولِ كَثيِرٌ في القرآنِ وَفَصِيحِ الكلامِ ، وَذَلِك إذا كانَ هُنَاك دَلِيلٌ عليهِ. قَالَ اللهُ تَعَالَى : (وَأُوُتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيء) (٥).
أَي : شَيْئاً. وأَنْشَدَ أَبُو عليّ للحطيئة :
مُنَعَّمَةٌ تَصُونُ إليك مِنْهَا |
|
كَصَوْنِك مِنْ رِدَاء شَرْعَبِيِّ (٦) |
أَي : تَصونُ الكلامَ مِنْهَا ، وَهْوَ كَثيرٌ جداً (٧).
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ٢٣٤ : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُر وَعَشْراً).
(٢) لم يُجَوِّزْ أحمدُ بن موسى بن مجاهد (ت / ٣٢٤ هـ) القراءةَ بها ; لأَ نَّها لا سند موثوقاً لها ، وابن جني (ت / ٣٩٢ هـ) بَحَثَ عن وجهِ تخريجها النَّحوي ، وما كان في صَدَدِ سندِها ، وقد خرّجها نحوياً ، وممن أشار إلى هذه القراءة التي لم تثبت نسبتها إلى الإمام علي عليه السلام ، أبو جعفر أحمد النَّحَّاس (ت / ٣٣٨ هـ) في كتابه معاني القرآن ١ : ٢٢٢ / ١٤٦.
(٣) سورة المائدة : ٥ / ١١٧.
(٤) سورة النحل : ١٦ / ٢٨ و ٣٢.
(٥) سورة النمل : ٢٧ / ٢٣.
(٦) تقدَّم الشاهد في : ص : ٢٥٥.
(٧) المحتسب : ١ / ١٢٥.